الأفق يضيق أمام دونالد ترمب وبايدن يعزز موقفه

الرئيس الأمريكي (المنتهية ولايته) دونالد ترمب
الرئيس الأمريكي (المنتهية ولايته) دونالد ترمب

عقد الرئيس الأمريكي (المنتهية ولايته) دونالد ترمب، الجمعة، اجتماع عمل حول جائحة فيروس كورونا المستجد (المسبّب لمرض كوفيد-19)، التي تتفاقم بشكل خطر في الولايات المتحدة.

وضاق الأفق أمام ترمب (74 عامًا)، الغائب بشكل شبه كامل عن أي مناسبات علنية منذ نتيجة انتخابات رئاسية يطعن فيها، مع صدور نتائج جديدة تؤكد هزيمته أمام الديموقراطي جو بايدن الذي عزز موقعه مع تهنئة الصين له.

واقترب ترمب، الجمعة، من الإقرار بهزيمته في انتخابات 3 نوفمبر/ تشرين ثانً الجاري أمام بايدن، لكن دون أن يُعلن ذلك صراحةً، مشيرًا إلى أنّ “الوقت كفيل بأن يُخبرنا” أيّ إدارة ستكون في البيت الأبيض.      

وترمب، الذي لا يزال يرفض قبول خسارته الانتخابات، كان يتكلّم خلال مؤتمر صحافي حول كوفيد-19 في البيت الأبيض قائلًا “لن نذهب إلى الإغلاق، أنا لن أفعل ذلك. هذه الإدارة لن تذهب إلى الإغلاق”.

وبدلًا من ذلك، أكد أن توزيع الجرعات الأولى من اللقاح الموجهة لأكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالفيروس “مسألة أسابيع”.   

وقد أثار إعلان مختبري “فايزر” و”بايونتيك”، الإثنين، عن اختبارات واعدة للقاح “فعال بنسبة 90 في المئة” ضد كوفيد-19، موجة من الأمل.     

وأضاف “مَن يدري أيّ إدارة ستكون (موجودة). أعتقد أنّ الوقت كفيل بأن يُخبرنا بذلك”.

ثم وقف جانبًا بينما تولّى مسؤولون آخرون التحدّث عن الإجراءات التي تقوم بها الإدارة لمكافحة فيروس كورونا الذي أودى بحياة 243 ألف شخص في الولايات المتحدة.     

وغادر ترمب المؤتمر في حديقة الورود بالبيت الأبيض دون الرد على المراسلين الذين كانوا يطرحون أسئلة من بينها “متى ستعترف بخسارتك الانتخابات، سيدي”.     

وهذه التعليقات هي الأولى لترمب منذ 5 نوفمبر عندما ادعى فوزه وقال إن الانتخابات “جرى تزويرها”.

وبعد انتهاء تصريحات ترمب، أعرب الدكتور منصف سلاوي كبير المسؤولين الطبيين في عملية “راب سبيد” التي تنسق استراتيجية لقاح الحكومة الفدرالية بشأن الفيروس، عن أمله في أن يجري تلقيح 20 مليون أمريكي بحلول ديسمبر/ كانون أول المقبل.

وأعلنت وسائل إعلام أمريكية، الجمعة، أنّ بايدن فاز بولاية جورجيا، ليصل عدد الأصوات التي نالها في المجمع الانتخابي حتى الآن إلى 306 أصوات، مقابل 232 صوتًا لترمب.  

وقالت بيجين، التي ساءت علاقتها بالولايات المتحدة إلى حد كبير في عهد ترمب: “نحترم خيار الشعب الأمريكي ونوجه تهانينا لبايدن و(نائبة الرئيس المنتخبة كامالا) هاريس”.     

وسبق لبايدن أن تلقى التهاني من حلفاء كبار للولايات المتحدة مثل فرنسا وبريطانيا وإسرائيل.

ولاية ثانية لترمب؟

باشر ترمب الذي يرفض الحديث إلى الصحفيين منذ عشرة أيام، اجتماعا لعملية “وارب سبيد” التي تنسق استراتيجية الحكومة حول التلقيح ضد كوفيد-19، مؤكدًا، الجمعة، مجددًا أنه الفائز بالاقتراع الرئاسي مغرّدًا عبر تويتر: “انتخابات مزورة!”.

وقال بيتر نافارو أحد مستشاري ترمب الاقتصاديين لمحطة “فوكس بيزنيس”: “في البيت الأبيض نواصل العمل كما لو أننا بصدد ولاية ثانية لترمب”. 

في حين عزّز بادين انتصاره في الانتخابات الرئاسية بفوزه في ولاية أريزونا، التي تأخر صدور النتائج فيها إلى مساء الخميس، بسبب التصويت بشكل مكثف عبر البريد جراء جائحة كوفيد-19، وكانت هذه الولاية تصوّت لمرشحي الجمهوريين منذ فوز بيل كلينتون بها في العام 1996.

ووضع بايدن مكافحة الوباء في أعلى قائمة أولياته، وكشف عن أسماء أعضاء خلية أزمة مكرسة لهذه المسألة مع دخوله إلى البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون ثانٍ المقبل.     

وأغرقت الجائحة، التي كثيرًا ما خفّف الرئيس الجمهوري من أهميتها، البلاد في أسوأ أزمة صحية منذ الإنفلونزا الإسبانية العام 1918، وأسوأ ركود منذ أزمة الكساد الكبير العام 1929، وأثقلت كاهل حملته الانتخابية.     

وبات معدل الإصابات يتجاوز المئة ألف يوميًّا بسبب انتشار كبير للوباء لا سيَّما في وسط البلاد الغربي، ويؤكد الديموقراطيون أن هذا الوضع يتطلب تسريع العملية الانتقالية.     

وقال رون كلاين الذي اختاره بايدن ليكون كبير موظفي البيت الأبيض لمحطة “إم أس إن بي سي”: “ثمة مسؤولون في وزارة الصحة الآن يحضرون لحملة تلقيح في فبراير/ شباط ومارس/ آذار المقبلين عندما يكون جو بايدن رئيسًا”.

وأضاف “كلما تمكنا من إشراك الخبراء المكلفين في وقت أبكر مع الأشخاص الذين يخططون لحملة التلقيح، فإن العملية الانتقالية ستجري بسلاسة أكبر”.

عوائق أمام المرحلة الانتقالية

وتعترض عوائق كثيرة العملية الانتقالية، من بينها أن عددًا قليلًا من النواب الجمهوريين اعترفوا بانتصار جو بايدن، أما أنصار ترمب فلا يزالون يتلقون وابلًا من الطلبات للمساهمة ماليًّا “دفاعًا عن الانتخابات”.

وينوي أكثر هؤلاء الأنصار تطرفًا التظاهر في واشنطن، السبت، مع أن معسكر ترمب لم يعرض حتى الآن أي دليل على حصول تزوير واسع النطاق في الانتخابات، وأعلن ترمب أنّه قد ينضم، السبت، إلى المظاهرة.

وأكدت الوكالات الأمريكية المنوطة بالتحقق من حسن سير العملية الانتخابية، الخميس، أن “انتخابات الثالث من نوفمبر كانت الأكثر أمانًا في التاريخ الأمريكي”.

وصوّت نحو 78 مليون ناخب لصالح بايدن وهو عدد قياسي، وطالبت رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي الجمهوريين بوقف ما وصفته بأنه “سيرك سخيف”، مؤكدةً أن “الانتخابات انتهت”.

اقرأ أيضًا:

بايدن يفوز بولاية أريزونا ويوسع هامش الفوز على ترمب وأمن الانتخابات ينفي وجود تزوير

“النتيجة النهائية”.. فوز بايدن بـ 306 أصوات من المجمع الانتخابي مقابل 232 لترمب

الصين تهنئ بايدن بالفوز في الانتخابات الأمريكية

بعد تجمعات انتخابية..كورونا ينتشر في صفوف أفراد الخدمة السرية الأمريكية

رئيس الأركان الأمريكي: أقسمنا على حماية الدستور وليس لديكتاتور أو طاغية

بايدن يعزز فوزه وترمب يلمح إلى أنه سيغادر البيت الأبيض

مستشار لترمب: العمل في البيت الأبيض يجري على أنه ستكون هناك ولاية ثانية لإدارتنا

انقلاب أم البقاء في الواجهة: ما الذي يبحث عنه ترمب؟

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية