إعادة فتح منطقة مغلقة منذ 46 عاما في قبرص يثير غضبا أوربيا

فتح الشطر الذي يسيطر عليه القبارصة الأتراك في قبرص الخميس، جزءًا من منطقة “مرعش” المغلقة بمدينة “غازي ماغوصة” شرقي البلاد، بعد إغلاق دام 46 عاما، بحسب وكالة الأناضول.
وأفاد مراسل الوكالة، أن نحو 200 شخص جابوا الشوارع المفتوحة في جادة الديمقراطية والجزء الساحلي من المنطقة، ليشهدوا هذه “اللحظة التاريخية”.
وأشار إلى أن افتتاح المنطقة جرى وسط تدابير وقائية بسبب فيروس كورونا المستجد، إلى جانب متابعة العديد من الصحفيين لتطورات المنطقة المغلقة.
تجدر الإشارة إلى أن منطقة “مرعش” هي منطقة سياحية تقع بمدينة “غازي ماغوصة” في الجزء الذي يسيطر عليه القبارصة الأتراك على الخط الفاصل بين شطري قبرص، إذ بقيت مغلقة أمام الناس منذ 46 عاما، وكانت من أشهر المناطق السياحية في الجزيرة والبحر المتوسط قبل عام 1974.
وهناك توتر دائر في شرق المتوسط حيث تتواجه تركيا في نزاعات حادة على حقوق بحرية مع اليونان وقبرص.
وندد الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسياديس بالخطوة واعتبرها “انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي” فيما حذرت الحليفة اليونان من أنها ستناقش المسألة مع شركائها في الاتحاد الأوربي.
ومن الأشخاص الذين دخلوا إلى المنطقة التي لطالما كانت محظورة، امرأة اتشحت بالعلم التركي، فيما نظم القبارصة اليونانيون احتجاجا في الجانب الآخر من خط الهدنة الذي يفصل بين شطري الجزيرة، وتسير فيه الأمم المتحدة دوريات، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ومنذ 1974، تعاني جزيرة قبرص من انقسام بين شطرين، تركي في الشمال ويوناني في الجنوب، وفي 2004 رفض القبارصة اليونانيون خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.
وكان “رئيس وزراء” القبارصة الأتراك إرسين تتار الذي زار المنطقة بعد الظهر، أعلن الثلاثاء عن إعادة فتح ساحل فاروشا عقب محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

غضب أوربي
وكثيرا ما فكر القبارصة الأتراك في إعادة فتح فاروشا من جانب واحد، كوسيلة للدفع باتجاه تسريع المحادثات لتوحيد شطري الجزيرة.
لكنهم امتنعوا في السابق عن ذلك أمام معارضة الحكومة في الجزء الجنوبي المعترف به دوليا، والمجتمع الدولي.
وحذرت اليونان من أنها ستنضم إلى قبرص العضو في الاتحاد الأوربي للقيام بمسعى جديد لدى التكتل لفرض عقوبات على تركيا.
وقال الناطق باسم الحكومة ستيليوس بيتساس “على تركيا أن تتراجع خطوة. إذا لم تفعل ذلك، ستتم مناقشة القضية من جانب قادة الاتحاد الأوربي الأسبوع المقبل”.
وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل إن “الاتحاد الأوربي قلق للغاية” إزاء إعادة فتح ساحل فاروشا وشدد على “الطابع الملحّ لاستعادة الثقة وليس للتسبّب بمزيد من الانقسامات”.