ردا على الرسوم المسيئة.. باكستان تستدعي سفير فرنسا ودعوة ليبية لإلغاء صفقة توتال
وسط تصعيد عربي وإسلامي ضد الرسوم المسيئة للنبي محمد، واستدعت الخارجية الباكسانية السفير الفرنسي لدى إسلام أباد، وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي عن الإسلام.
بينما دعا المجلس الأعلى في ليبيا أمس حكومة الوفاق (المعترف بها دوليًا) إلى إلغاء صفقة شراء توتال الفرنسية حصة ماراثون أويل ليبيا في شركة الواحة للنفط، التي تتبع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.
ويأتي ذلك بينما تصاعدت الاحتجاجات في الدول العربية والإسلامية على تطاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على النبي محمد، واتساع الدعوات الرسمية والشعبية لمقاطعة البضائع الفرنسية.
ودعا وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، في بيان، الإثنين، الأمم المتحدة إلى الانتباه إلى خطاب الكراهية ضد الإسلام واتخاذ الإجراءات اللازمة.
باكستان اول بلد مسلم يتظاهر و يطالب بطرد السفير الفرنسي pic.twitter.com/MTuMosquFY
— BLUR. (@Bluurr11) October 24, 2020
وأضاف قريشي أن الوزارة دعت السفير الفرنسي لدى إسلام آباد، مارك باريتي، وسلمته مذكرة احتجاج.
وأكد القريشي على وجود غضب عالمي بسبب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام وماكرون يصب البنزين على النار بتصريحاته غير المسؤولة.
وشدد الوزير الباكستاني على أنه لا يحق لأحد أن يجرح مشاعر ملايين المسلمين بذريعة حرية التعبير، مشيراً إلى أن بذور الكراهية المزروعة اليوم ستؤدي إلى عواقب وخيمة.
Hallmark of a leader is he unites human beings, as Mandela did, rather than dividing them. This is a time when Pres Macron could have put healing touch & denied space to extremists rather than creating further polarisation & marginalisation that inevitably leads to radicalisation
— Imran Khan (@ImranKhanPTI) October 25, 2020
كما ضم رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان صوته إلى الانتقادات المتزايدة لماكرون بسبب تشجيعه على الإسلاموفوبيا بعد مقتل مدرس عرض رسوما كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد
جاء ذلك في معرض رده على تصريحات أدلى بها ماكرون، الأسبوع الماضي، عقب حادثة قتل مدرس وقطع رأسه في 16 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، على خلفية إهانته للنبي محمد.
وفي سلسلة من التغريدات، قال خان: السمة المميزة لقائد البلاد هي أنه يوحد المواطنين.. بدلاً من تقسيمهم.
The last thing the world wants or needs is further polarisation. Public statements based on ignorance will create more hate, Islamophobia & space for extremists.
— Imran Khan (@ImranKhanPTI) October 25, 2020
وكتب رئيس الوزراء الباكستاني من خلال مهاجمة الإسلام، أضر الرئيس ماكرون بمشاعر ملايين المسلمين في أوروبا وفي أنحاء العالم، دون أن يفهم ذلك.
وأضاف: هذا هو الوقت الذي كان يمكن فيه للرئيس ماكرون أن يضفي لمسة علاجية ويحرم المتطرفين من المساحة بدلاً من خلق مزيد من الاستقطاب والتهميش الذي يؤدي حتماً إلى التطرف.
شكرا من أعماق القلب لرئيس وزراء باكستان، #عمران_خان، في تصديه لجهالة #ماكرون وعنجهيته…#مقاطعة_البضائع_الفرنسية #مقاطعة_المنتجات_الفرنسية pic.twitter.com/OWwIoapobY
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) October 25, 2020
وأردف: من المؤسف أنه اختار تشجيع الإسلاموفوبيا من خلال مهاجمة الإسلام بدلاً من الإرهابيين الذين يمارسون العنف سواء كانوا مسلمين أو متشددين بيض أو من حاملي الأيديولوجية النازية.
واختتم حديثه بالقول: التصريحات العامة القائمة على الجهل ستخلق المزيد من الكراهية والإسلاموفوبيا ومساحة للمتطرفين.
مقاطعة توتال الفرنسية
وفي ليبيا، دعا المجلس الأعلى للدولة، حكومة الوفاق إلى إلغاء صفقة شراء توتال الفرنسية حصة ماراثون أويل ليبيا في شركة الواحة للنفط، والتي تتبع المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا.
وحث المجلس الأعلى في بيان مجلس الوزراء على تحمل مسؤولياته الدينية والقانونية والأخلاقية والرد على التطاول على شخص النبي الكريم، بإيقاف التعامل الاقتصادي مع الشركات الفرنسية، كما دعا المجلس الجهاز القضائي إلى سرعة البت في طعن مقدم من المجلس ضد صفقة شركة توتال.
تنديدات واحتجاجات
وفي إيران، ندد 240 نائبا في البرلمان بتصريحات الرئيس الفرنسي تجاه الإسلام، ووصفوا تصريحاته بأنها وقحة ومعادية للإسلام.
وأصدر النواب بيانا استنكروا فيه تصريحات الرئيس الفرنسي التي أعلن فيها أن بلاده لن تتخلى عن الرسومات المسيئة للنبي (صلى الله علية وسلم) والرموز الإسلامية، وأكدوا أن الموقف الفرنسي الرسمي يعتبر إهانة لحرية الإنسان ويسيء إلى مشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
وكان الرئيس الفرنسي قال الأربعاء الماضي إن بلاده لن تتخلى عن الرسوم الكاركاتيرية (المسيئة للإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم)، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي. وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية، نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد، على واجهات مباني في فرنسا.
وأُطلقت حملات واسعة لمقاطعة البضائع الفرنسية، فضلا عن مواقف رسمية من العديد من الدول العربية والإسلامية منددة بما يجري في فرنسا من تطاول على رموز الإسلام.