الولايات المتحدة تعمل “بدأب” على دفع السودان للاعتراف بإسرائيل

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (أرشيفية)

قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة بدأت عملية رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب كما تعمل “بدأب” لدفع الخرطوم للاعتراف بإسرائيل.

جاءت تصريحات بومبيو للصحفيين، الأربعاء، بعد يومين فقط من إعلان الرئيس دونالد ترمب أن اسم السودان سيرفع من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد أن حولت 355 مليون دولار لتعويض ضحايا أمريكيين وأسرهم.

لكن بومبيو لم يفصح عما إذا كان رفع اسم السودان سيكون مشروطا بموافقتها على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وقال مسؤولون أمريكيون إن شطب السودان من القائمة قد يؤدي إلى المضي قدما نحو إقامة علاقات سودانية مع إسرائيل في أعقاب خطوات مماثلة، بوساطة أمريكية، من الإمارات والبحرين.

ومن شأن التقارب بين إسرائيل ودولة عربية أخرى أن يمنح ترمب إنجازا دبلوماسيا جديدا مع سعيه لإعادة انتخابه في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت الإمارات والبحرين عن تطبيع علاقاتهما مع إسرائيل.

ويرجع تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب إلى عهد الرئيس المخلوع عمر البشير ويجعل من الصعب على الحكومة الانتقالية الحصول على تمويل أجنبي أو إعفاء عاجل من الديون.

ويقول كثيرون في السودان إن التصنيف، الذي فُرض عام 1993 لأن واشنطن ترى أن البشير كان يدعم الجماعات المسلحة، عفا عليه الزمن منذ الإطاحة بالبشير العام الماضي.

وقال محافظ بنك السودان المركزي أمس الثلاثاء إن الأموال المطلوبة أودعت.

ووضعت الأموال في حساب خاص لضحايا هجمات تنظيم القاعدة على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998.

وقال مسؤول أمريكي إن من المتوقع أن يوقع ترمب أمرا تنفيذيا قريبا بشطب السودان من القائمة.

وعندما سُئل عن الموعد المتوقع لرفع اسم السودان من القائمة قال بومبيو للصحفيين “لا أعرف التوقيت الدقيق لكننا بدأنا العملية”.

وردا على سؤال حول ما إذا كان لذلك علاقة بتطبيع السودان للعلاقات مع إسرائيل، وهو ربط يعارضه رئيس الوزراء السوداني، قال بومبيو إن واشنطن تريد من السودان ودول أخرى “الاعتراف بإسرائيل”.

وأضاف “نعمل معهم بدأب لإثبات أن من مصلحة الحكومة السودانية أن تتخذ هذا القرار السيادي. نأمل أن يُقدموا على ذلك سريعا”.

وسيعطي إخطار ترمب للكونغرس الأمريكي، المشرعين 45 يوما لمراجعة مسألة رفع الاسم من القائمة، وإن كان من غير المرجح أن يرفضوه.

ومع ذلك هناك حاجة إلى تشريع من أجل حماية السودان من مطالبات قانونية مستقبلية بخصوص هجمات الماضي لضمان تدفق المدفوعات لضحايا تفجير السفارة وأسرهم.

وصنفت واشنطن السودان دولة راعية للإرهاب في العام 1993 عقب استقبال الرئيس السوداني حينها عمر البشير، مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

“غير مرتبط بالتطبيع”

وجددت وزارة الخارجية السودانية، أمس الثلاثاء، التأكيد على أن رفع اسم البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب غير مرتبط بأي ملف آخر.

جاء ذلك وفقا لما أعلن وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين، في مؤتمر صحفي عقده في مقر وكالة الأنباء السودانية الرسمية في العاصمة الخرطوم.

وفي رده على سؤال بأن “رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب مرتبط بالتطبيع مع إسرائيل”، قال إنه “غير مرتبط بأي ملف آخر”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وتتزامن التطورات، مع توقع مسؤولين إسرائيليين بأن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب “خلال أيام”، عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان، حسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، التي لم تكشف عن هوية هؤلاء المسؤولين.

وقال قمر الدين: “كسبنا معركة إعادة كرامة الشعب السوداني، وهي خطوة من أجل عودة السودان لأحضان المجتمع الدولي”.

وأضاف: “نعمل على استكمال قضية الإجراءات المتعلقة بإعلان القرار الرسمي المتعلق بإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.

وأردف: “ستبدأ عودتنا للمحافل الدولية معززين، وستُفتح أمامنا أبواب إعفاء الديون وجذب الاستثمارات”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات