اتفاق إسرائيلي لتوريد نفط الإمارات إلى أوربا.. كيف تتأثر قناة السويس؟

قناة السويس المصرية
الخط الجديد سيستحوذ على 51% من كميات النفط التي تعبر قناة السويس حاليا

وقعت الإمارات وإسرائيل اتفاقا لنقل النفط الإماراتي إلى أوربا عبر خط أنابيب إيلات عسقلان.

الاتفاق الذي وقعته شركة أوربا آسيا بايبلاين الحكومية الإسرائيلية (إي أيه بي سي) وشركة ميد ريد لاند بريدج الإماراتية، هذا الأسبوع، يهدف إلى استخدام خط أنابيب إيلات-عسقلان القائم منذ نحو 50 عاما، والذي يربط بين إيلات بالبحر الأحمر بعسقلان على البحر المتوسط، لنقل النفط الإماراتي إلى أوربا، وفق ما ذكرته “إي أيه بي سي” المالكة للخط.

وتخطط “إي أيه بي سي” وشريكتها الجديدة ميد ريد لاند بريدج، وهي شركة مقرها الإمارات مملوكة لإماراتيين وإسرائيليين، لإنشاء جسر بري لنقل النفط يوفر الوقت والوقود مقارنة بالنقل عبر قناة السويس.

وتقول صحيفة جلوبس الإسرائيلية إن هناك خيارين لنقل النفط من الإمارات وحتى ميناء إيلات، إما عبر ناقلة للنفط عبر البحر الأحمر، أو عبر خط أنابيب يمتد داخل الأراضي السعودية، ومن غير الواضح حتى الآن ما هي تكلفة كلا الخيارين، وإن كانت السعودية ستوافق على هذا المقترح من الأصل.

وقالت الشركة الإسرائيلية إن “ميد ريد في محادثات متقدمة مع شركات كبرى في الشرق والغرب لعقد اتفاقيات خدمات طويلة الأجل”.

ورغم عدم الإعلان عن التفاصيل المالية حتى الآن، فإن الشركة الإسرائيلية تقول إنها سترفع من كميات النفط الذي تنقله إلى “عشرات الملايين من الأطنان سنويا”.

وربما تبلغ قيمة الاتفاق النهائي بين الشركتين الإسرائيلية والإماراتية نحو 700-800 مليون دولار على عدة سنوات، وقد يبدأ تدفق النفط الإماراتي نحو خط الأنابيب الإسرائيلي في بداية عام 2021، وفق ما ذكرته رويترز نقلا عن مصدر مطلع.

ضربة لقناة السويس

كان رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع قد حذر الشهر الماضي من عواقب الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي قائلا: إن إنشاء خط أنابيب النفط “إيلات-عسقلان” الإسرائيلي إلى الخليج يهدد الأمن القومي المصري وقناة السويس.

جاء ذلك خلال مداخلة على قناة فضائية خاصة، حذر فيها ربيع من العواقب المحتملة لإمكانية مد خط أنابيب “إيلات-عسقلان” الإسرائيلي إلى الخليج، بغرض تصدير النفط منه إلى أوربا، وتأثيره على الأمن القومي المصري، وعلى عائدات قناة السويس.

وبحسب ربيع فإن قناة السويس تستحوذ على 66% من إجمالي كميات الخام المحتمل عبورها من قناة السويس والبالغة نحو 107 ملايين طن، مقارنة بـ 55 مليون طن محتملة عبر خط “إيلات-عسقلان”، بمعنى أن الخط سيستحوذ على 51% من كميات النفط التي تعبر قناة السويس حاليا.

وأضاف ريبع أن الأمر يأتي في إطار ترتيبات إقليمية تمس الأمن القومي لمصر.

ورغم ذلك قلل ربيع من تأثير الخط الجديد على قناة السويس قائلا: إن أي نقل يتضمن طريقا للسكك الحديدية سيكون تأثيره محدود مقارنة بحاويات النقل البحري عبر قناة السويس، التي يمكنها نقل كميات ضخمة بتكلفة أقل.

وأضاف ربيع أن هيئة القناة في الوقت نفسه، تدرس خطة تسويقية وتسعيرية جديدة، كما تعمل الهيئة الاقتصادية للقناة على تطوير صناعات جاذبة للسفن، لإيجاد حلول إذا زاد تأثير الخط الإماراتي-الإسرائيلي المزمع عن الحد التنافسي

تخفيضات

كانت قناة السويس قد قررت للعام الرابع على التوالي منح السفن العابرة لقناة السويس تخفيضات كبيرة على رسوم المرور لمواجهة المنافسة الحادة من طرق الملاحة البديلة للقناة.

وشملت هذه التخفيضات ناقلات البترول الخام، المحملة أو الفارغة، بنسب تبدأ من 50 إلى 75%، وأعلنت استمرار التخفيضات حتى نهاية عام 2019.

وتقول هيئة القناة إن التخفيضات تأتي تشجيعا للناقلات لاستخدام قناة السويس بدلا من طرق الملاحة الأخرى المنافسة، وفي مقدمتها رأس الرجاء الصالح، وبهدف جذب المزيد من العملاء وزيادة حجم الإيرادات التي تأثرت سلبا نتيجة انخفاض حركة التجارة العالمية وتراجع أسعار النفط.

ويرى خبراء إن هذه التخفيضات الكبيرة دليل على الأداء المتراجع للقناة رغم التوسعة التي قامت بها مصر عام 2015 إذ شقت تفريعة جديدة تسمح بازدواج المرور في جزء من قناة السويس، وتكلفت أكثر من 8 مليارات دولار.

تطبيع
اتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل في البيت الأبيض

 

وذكرت وكالة بلومبرغ أن اتفاقية التطبيع الأخيرة بين إسرائيل والإمارات سمحت بإجراء هذا الاتفاق في العلن.

قبل ذلك، كان المسؤولون الإسرائيليون يعتبرون المعلومات المتعلقة بخط أنابيب “إيلات-عسقلان” سرية للغاية.

وكان خط الأنابيب الذي تبلغ سعته نحو 600 ألف برميل يوميا، وبسعة تخزينية تبلغ نحو 23 مليون برميل، قد جرى إنشاؤه في أواخر الستينات بواسطة إسرائيل وإيران. وعندما اندلعت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، توقف استخدام الخط كقناة رسمية لشحن النفط الإيراني.

وتوصلت الإمارات وإسرائيل في 13 أغسطس/ آب الماضي، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما تم توقيعه يوم 15 سبتمبر/أيلول الماضي في واشنطن.

وقوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع، إذ اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية، “خيانة” من الإمارات وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.

واستمر تعزيز العلاقات الإسرائيلية الإماراتية أمس، إذ اتفقتا أمس على إعفاء مواطنيهما من تأشيرات السفر المتبادلة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات