علماء يحذرون من الارتياب.. الصين تؤكد اختبار لقاحات تجريبية على 60 ألف شخص

الصين تؤكد اختبارها للقاح جديد ضد فيروس كورونا المستجد
الصين تؤكد اختبارها للقاح جديد ضد فيروس كورونا المستجد

قالت الصين، الثلاثاء، إن نحو 60 ألف شخص في دول عدة تلقوا لقاحات تجريبية صينية ضد فيروس كورونا المستجد كجزء من 4 تجارب إكلينيكية، مؤكدًا أن أيا منهم لم تظهر عليه نتائج غير حميدة.

وتمكنت الصين، التي سجلت ظهور فيروس كورونا المستجد (المسبّب لمرض كوفيد-19) في نهاية العام 2019، من القضاء فعليًا على الوباء، وهي من الدول التي تعد أبحاثها حول لقاح محتمل الأكثر تقدمًا.

وقال المسؤول بوزارة العلوم والتكنولوجيا، تيان باوغو، للصحفيين إن “التجارب الإكلينيكية للمرحلة الثالثة للقاحات (الصينية) الأربعة تسجل تقدمًا”، مضيفًا أن “نحو 60 ألف متطوع تلقوا لقاحًا تجريبيًا” ضد كوفيد-19 في إطار هذه التجارب، و”لم يُبلَّغ عن أي آثار جانبية خطيرة”.     

وتعد المرحلة الثالثة في التجارب هي الأخيرة قبل التقدم بطلب الحصول على موافقة استعمال اللقاح فعليًّا.      

وتعمل شركات صينية عدة بينها سينوفاك وسينوفارم على إعداد لقاح ضد كوفيد-19.    

واتجهت الشركتان العملاقتان لإجراء اختبارات على لقاحاتها التجريبية في الخارج، لا سيما في البرازيل وإندونيسيا وتركيا.     

وأضاف تيان أن “الظروف لم تعد مؤاتية لإجراء المرحلة الثالثة من التجارب في الصين”، إذ يُسجل عدد قليل فقط من الإصابات الجديدة.     

وحتى الآن، لم يحصل أي لقاح في العالم على موافقة لتوزيعه تجاريًا على نطاق واسع، لكن السلطات الصينية أعطت الضوء الأخضر للاستخدام الطارئ لبعض هذه اللقاحات.
وأعطي اللقاح مئات آلاف الأشخاص الذين يشغلون وظائف تعتبر أساسية في الموانئ والمستشفيات وغيرها من المناطق العالية الخطورة، منذ يوليو/ تموز الماضي. 

وتخطط الصين لتكون قادرة بحلول نهاية العام على إنتاج 610 ملايين جرعة سنويًا من العديد من لقاحات كوفيد-19، وسيتعين زيادة هذا الإنتاج السنوي إلى أكثر من مليار جرعة اعتبارًا من العام 2021.

 

وفي السياق، دعا علماء إلى العمل على إنهاء أي ارتياب يشعر به الناس إزاء لقاح يُطرح في المستقبل ضد كوفيد-19 قد يعيق تحقيق تغطية مثالية باللقاح، وفق دراسة نُشرت الثلاثاء.     

وحذر مؤلفو الدراسة، التي أجريت في يونيو/ حزيران المنقضي، ونُشرت في دورية نيتشر مديسين من أنه “في معظم الدول التسع عشرة التي شملتها الدراسة، فإن المستويات الحالية لقبول لقاح ضد كوفيد-19 غير كافية لتلبية متطلبات مناعة المجتمع”.     

وقال 72 في المئة من 13400 شخص شملهم الاستطلاع في 19 دولة أنهم سيأخذون اللقاح إذا “أظهر اللقاح المتاح ضد كوفيد-19 فعاليته وسلامته”، بينما أجاب 14 بالمئة أنهم سيرفضون ذلك فيما أبدى 14 في المئة ترددهم.     

ويتغير معدل قبول اللقاح بشدة إذ سجلت ثلاث دول أقل من 60 في المئة هي فرنسا (58.8%) وبولندا (56.3) وروسيا (54.8)، وتجاوزت ثلاث دول 80 بالمئة هي الصين والبرازيل وجنوب إفريقيا.    

وقال جيفري في. لازاروس الباحث في معهد الصحة الدولية في برشلونة وأحد منسقي الدراسة “لقد وجدنا أن مشكلة التردد في أخذ اللقاح على ارتباط قوي بانعدام الثقة في الحكومة”.     

وقال مؤلفو الدراسة إنه “يتضح بشكل متزايد أن السياسة الشفافة والقائمة على الأدلة والتواصل الواضح والدقيق ستكون مطلوبة من جميع أصحاب المصلحة”، بدءًا من الحكومات.

ولإجراء حملات وقائية فعالة، يدعو العلماء إلى “الشرح الدقيق لمستوى فعالية اللقاح والوقت اللازم للحماية (بجرعات متعددة، إذا لزم الأمر) وأهمية التغطية على مستوى السكان للحصول على مناعة مجتمعية”. 

في حين يخوض نشطاء مناهضون للتطعيم حملات في بلدان عدة ضد الحاجة إلى لقاح، وينفي بعضهم صراحة وجود كوفيد-19.     

ووفق دراسة أخرى، نُشرت الأسبوع الماضي في مجلة رويال سوسايتي أوبن ساينس البريطانية، يُرجح أن ما يصل إلى ثلث السكان في بعض البلدان يؤمنون بمعلومات كاذبة وبنظريات المؤامرة بشأن كوفيد-19.

وعلى سبيل المثال، قال نحو 33 في المئة من المكسيكيين المستجيبين، و37 في المئة من الإسبان إنهم يصدقون النظرية القائلة إن فيروس كورونا المستجد صُنع في مختبر في مدينة ووهان الصينية، حيث ظهر الوباء، وبلغت نسبتهم بين 22 و23 في المئة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية