الجيش التركي يخلي أكبر نقاط المراقبة شمال غربي سوريا.. ما القصة؟ (فيديو)
غادرت عشرات الشاحنات نقطة المراقبة العسكرية التركية (في ريف حماة) باتجاه مناطق إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، وذلك تمهيدًا لنشرها على طريق حلب/ اللاذقية.
وأشار سكان محليون في مدينة مورك (28 كيلومترا شمال مدينة حماة) إلى خروج أكثر من 20 شاحنة كبيرة تحمل معدات عسكرية وغرفًا مسبقة الصنع وعددًا من المدرعات وناقلات الجند التركية، وأربعة حافلات ترافقها ست سيارات تابعة للشرطة العسكرية الروسية.
وقال أحد سكان المدينة، ويُدعى أبو عبدو مورك، إنه منذ ثلاثة أيام وعلى مدار 24 ساعة، يفك الجيش التركي الأسقف والغرف وكل محتويات النقطة ووضعها على شاحنات.
وقال قيادي في فصيل سوري مدعوم من تركيا، مفضلًا عدم الكشف عن اسمه، لوكالة فرانس برس إن “القوات التركية بدأت بعد منتصف الليل إخلاء نقطة مورك، وقد خرج صباحًا رتل ضخم”، في طريقه إلى منطقة جبل الزاوية في جنوب إدلب حيث تتمركز أيضًا قوات تركية.
وتعد مورك (شمال غربي سوريا) من أكبر نقاط المراقبة التابعة لتركيا.
ويأتي انسحاب القوات التركية منها بعد أكثر من عام على قوات النظام السوري لها خلال هجومين بالمنطقة، أغسطس/آب 2019، واظبت خلاله أنقرة على إرسال الدعم اللوجستي لها.
وأوضح القائد العسكري في الجيش السوري الحر، العميد فاتح حسون إن “إعادة انتشار بعض النقاط التركية في منطقة إدلب خطوة متوقعة في ظل التعنت الروسي الشديد الرافض انسحاب قوات النظام حتى خطوط اتفاقية قمة سوتشي حول إدلب”.
وأضاف حسون أن “خروج القوات التركية من قاعدة مورك لا يعني تخليها عن المنطقة، بل إعادة انتشارها بشكل ينسجم مع الواقع الميداني، الذي يحقق استعدادًا أفضل لأي قرار عسكري ميداني دفاعي أو هجومي من أي طرف، حتى إتمام اتفاق من جديد بين تركيا وروسيا”.
ونفى حسون ما تداوله كثيرون حول سحب القوات التركية جنودها من نقطة مورك مقابل السيطرة على بلدة تل رفعت بريف حلب، من وحدات حماية الشعب الكردية.
وقال “لا يوجد ما يؤكد هذه المزاعم، فانسحاب بعض النقاط التركية المطوّقة هو مصلحة عسكرية تركية للحفاظ على جنودها وتأمين حمايتهم، فقد كان ذلك بالتنسيق مع روسيا، وحاليًا هذا يجعل تركيا مستعدة وأكثر قدرة على اتخاذ القرار الميداني، لا سيّما البارحة دخلت أرتال عسكرية تركية عززت خط دفاعي تشكله النقاط غير المطوّقة”.
وبيَّن أن “الظروف الميدانية التي تحيط بنقطة مورك هي ظروف تحيط بنقاط مراقبة تركية أخرى متمركزة في شير مغار والصرمان ومعر حطاط، وهذا لا يعني تأكيد قرار سحبها، إنما يُتوقع ذلك على مراحل وفترات زمنية”.
وكشف مصدر مقرب من قوات النظام السوري لوكالة الأنباء الألمانية عن أن “التفاهمات الروسية التركية أثمرت إخلاء القواعد التركية من مناطق سيطرة الجيش السوري في ريف حماة، ونقلها كخطوة أولى إلى قاعدة قوقفين في ريف إدلب الجنوبي، تمهيدًا لنشرها على طول أوتوستراد حلب اللاذقية”.
وتنتشر 12 نقطة عسكرية تركية في مناطق سيطرة قوات النظام السوري في مناطق ريف حماة وإدلب وحلب، ومن المتوقع خروج جميع تلك القواعد قبل نهاية العام الحالي.
ويسري وقف لإطلاق النار في إدلب ومحيطها، منذ السادس من مارس/ آذار الماضي، أعلنته موسكو وأنقرة، وأعقب الهجوم الذي دفع بنحو مليون شخص إلى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.
ولا يزال وقف إطلاق النار صامدًا إلى حد كبير، رغم خروقات متكررة.
وتوصلت روسيا وتركيا، خلال قمة سوتشي في سبتمبر/ أيلول 2018، إلى اتفاق تُنشر بموجبه قواعد عسكرية تركية في منطقة خفض التصعيد على طول طريق دمشق/ حلب، فضلًا عن بعض نقاط الاشتباك بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، ولكن استعادة قوات النظام لمناطق ريف حماة وإدلب وريف حلب جعل تلك القواعد محاصرة منذ أكثر من عام.
وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعًا داميًا تسبّب بمقتل أكثر من 380 ألف شخص، وألحق دمارًا هائلًا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.