الصين تفرض على المتقدمين للحج تجاوز اختبار “الوطنية”.. هذه أبرز بنوده

صيني مسلم يقف في مدخل أحد المساجد

فرضت السلطات الصينية قواعد جديدة لاختيار المتقدمين المؤهلين لأداء فريضة الحج من المسلمين، من ضمنها أن يستوفي المتقدم معيار “الوطنية”.

وحددت المادة 12 من اللوائح الجديدة الصادرة، الإثنين، عن “مصلحة الشؤون الدينية الوطنية والجمعية الإسلامية الصينية” التي تدار مركزيا، الشروط الأساسية للمتقدمين للحج.

وتشترط المادة أن يكون المتقدمون من المسلمين الصينيين، الذين يبلغ عددهم 23 مليونا، “وطنيين وملتزمين بالقانون مع حسن السيرة والسلوك”.

كما تمنع الشروط من أدوا الفريضة سابقا من التقديم مرة أخرى، إضافة إلى حظر الحج الفردي أو الشخصي.

وأشارت اللوائح الجديدة إلى أنه “لا يجوز لأي منظمة أو فرد آخر تنظيم أنشطة الحج”.

ونقلت وكالة الأناضول عن شيه شين يو، أستاذ العلاقات في آسيا الوسطى بجامعة “تسينغ هوا الوطنية” في تايوان، إن “الحكومة الصينية تريد السيطرة الكاملة على الحياة الدينية للناس دون تأثير خارجي”.

وأضاف أنه “تم تقديم مصطلح إضفاء الطابع الصيني، بشكل أساسي من قبل إدارة الرئيس شي (جين بينغ).. والهدف النهائي هو السيطرة الكاملة على القطاع الديني”.

والمقصود بالمصطلح المذكور إخضاع المجتمعات غير الصينية لتأثير الثقافة الصينية، ولا سيما الثقافة واللغة والمعايير المجتمعية والهوية العرقية.

وأوضح الخبير أن “المواد من 7 إلى 17 تحدد مؤهلات كونك مسلما صينيا للمشاركة في فريضة الحج”، من بين 42 مادة مقسمة إلى سبعة فصول من اللوائح الجديدة.

وبحسب شيه يشير هذا إلى أن “الدولة الصينية (الحكومة المحلية أو المؤسسة الإسلامية المرخصة، المكونة أساسا من الأئمة المدربين من الدولة) هي المسؤولة عن مراجعة واختيار المسلمين الصينيين الراغبين في أداء الحج”.

وأعرب عن قلقه من التعديلات الجديدة، مشيرا إلى أنه “من الصعب القول إن الحج الذي تسيطر عليه الدولة سيكون عادلا”.

وأكد “عندما يتم اختيار مسلم صيني لأداء فريضة الحج التي تنظمها الدولة، يمكن أن يؤدي هذا أيضا إلى الفساد”.

وأوضح أن “الحج الخاص الذي يتم دون مراقبة المرشدين من جانب الدولة، قد يشهد تجربة مختلفة تماما”، لأنه قد “يشمل الاجتماع بحرية مع مسلمين من دول أخرى، وتبادل المعلومات والأفكار الدينية، وهذا غير مرحب به من قبل الحزب الشيوعي الصيني”.

وأوضح أن العديد من الشباب المسلمين الصينيين الذين ذهبوا إلى مصر ودول الخليج الأخرى لدراسة الإسلام، أصبح فهمهم للدين مختلفا عن النسخة التي تسمح بها بيجين.

واختتم حديثه بالقول “والذين ذهبوا للحج بمفردهم أصبحوا أكثر احتراما في بلداتهم بعد عودتهم إلى ديارهم، فتتمتع كلماتهم بسلطة أكبر من الأئمة المحليين الذين دربتهم الدولة”.

المصدر : الأناضول