استقالة بلجنة نوبل احتجاجا على تكريم كاتب ينكر مذابح البوسنة

تحيي البوسنة في 11 يوليومن كل عام ذكرى مجزرة سريبرنيتسا

استقالت غون-بريت ساندستروم، عضو لجنة نوبل في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، أمس الإثنين، احتجاجا على منح جائزة نوبل في الآداب لكاتب نمساوي ينكر وقوع إبادة جماعية في البوسنة.

التفاصيل

أعلن التلفزيون السويدي الرسمي (SVT)، أن غون-بريت ساندستروم استقالت من عضوية اللجنة التي تحدد الفائزين بجوائز نوبل، احتجاجا على منح الكاتب النمساوي بيتر هاندكه، جائزة نوبل في الآداب لعام 2019.

ينكر هاندكه وقوع إبادة جماعية في سربرينيتسا البوسنية، ويدافع عن مجرمي الحرب الصرب.

أشار التلفزيون السويدي إلى أن كريستوفر ليندور العضو في اللجنة هو الآخر قدّم استقاله، احتجاجا على عدم إجراء التغييرات اللازمة بعد فضيحة تحرش حدثت في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم العام الماضي.

في مقالة لها في جريدة داغنس نيهيتير واسعة الانتشار في السويد، قالت غون-بريت ساندستروم، إن السياسة تدخلت في اختيار الأسماء الفائزة بجائزة نوبل في الآداب، وهذا ليس من أيدولوجيتي.

احتجاجات

تتواصل الاحتجاجات المطالبة بسحب الجائزة من الكاتب النمساوي، الذي منحت له في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

في العاصمة ستوكهولم، اجتمع عدد من الأكاديميين والنشطاء، أمام متحف نوبل، مطالبين الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم بسحب الجائزة من هاندكه.

في بيان مشترك تلته الكاتبة أمريكا فيرا- زافالا، دانت منح جائزة نوبل في الآداب للكاتب هاندكه.

أضافت زافالا أن الجميع يأملون سحب الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم جائزتها من هاندكه.

بدوره عزف الناشط اليهودي درور فيللر، مقطوعة على آلة الساكسافون، من أجل ضحايا مذبحة سربرينيتسا.

مزاعم

سبق للكاتب النمساوي أن زعم أن البوسنيين قتلوا أنفسهم، ورموا التهمة على الصرب، مضيفا أنه لا يؤمن إطلاقا بأن الصرب ارتكبوا مذبحة بحق البوسنيين في سربرينيتسا.

كما زار هاندكه القائد الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش، الذي كان يُحاكم في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وشارك لاحقا في جنازته بعد وفاته في 2006.

مجزرة سربرنيتسا

تعد مجزرة سربرنيتسا أكبر مأساة إنسانية وقعت في أوربا عقب الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، نظرا لكم العنف والمجازر والدمار الذي تخللها.  

ففي 11 يوليو/تموز 1995، لجأ مدنيون بوسنيون من سربرنيتسا إلى حماية الجنود الهولنديين، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة، غير أنّ القوات الهولندية، التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية.

قُتل في تلك المجزرة أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان من أبناء المدينة الصغيرة، تراوحت أعمارهم بين 7 أعوام و70 عاما.

ارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين، إبان فترة حرب البوسنة، التي بدأت في 1992 وانتهت في 1995، عقب توقيع اتفاقية دايتون، وتسببت الحرب بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.

دفن الصرب المسلمين البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد أن انتهاء الحرب، أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر الجماعية وتحديد هوياتهم، لدفن مجموعة منهم كل عام في ذكرى تلك الواقعة الأليمة من تاريخ البشرية.

المصدر : الأناضول