أمام محكمة العدل.. زعيمة ميانمار تعترف باستخدام القوة ضد الروهينغيا

جيش ميانمار يرتكب جرائم قتل واغتصاب مع مسلمي الروهينغيا
جيش ميانمار ارتكب جرائم قتل واغتصاب ضد الروهينغيا

اعترفت زعيمة ميانمار، أونغ سان سوتشي، الأربعاء، باستخدام قوات بلادها “قوة غير متناسبة”، في التعامل مع مسلمي ولاية أراكان .

جاء ذلك في إفادتها أمام محكمة العدل الدولية، بمدينة لاهاي، خلال أولى جلسات القضية التي تقدمت بها غامبيا، ضد ميانمار على خلفية اتهامها بارتكاب “إبادة جماعية” ضد أقلية الروهينغيا المسلمة في أراكان.

وقالت سوتشي: “لا أستبعد استخدام قوة غير متناسبة (في أراكان)، لكن هذا الأمر لا يرقى إلى حد الإبادة الجماعية”.

وأضافت: “تم تجنب تنفيذ أي ضربات جوية في أراكان إلا في حالة واحدة، لكننا رصدنا هجمات من الجو ضد المدنيين في أركان”، في إشارة إلى عمليات القوات الأمنية ضد ما تطلق عليه “جيش إنقاذ الروهينغيا” (أرسا).

وحول القضية المرفوعة ضد ميانمار من قبل غامبيا في محكمة العدل الدولية، ادعت سوتشي أن بلادها “ليست سببا في تلك الأزمة، بل المسلحين في أراكان”.

وأضافت: “غامبيا قدمت صورة غير واقعية، وغير كاملة، ومضللة للوضع في غربي ميانمار”، معتبرة أن ما يحدث هو “جزء من نزاع داخلي مسلح”.

زعيمة ميانمار أثناء مغادرتها المحكمة بعد اليوم الثاني من جلسات الاستماع (رويترز)

ولم تتطرق سوتشي، الحائزة جائزة نوبل للسلام عام 1991، خلال إفادتها إلى منع حكومتها جهات دولية من الوصول إلى منطقة النزاع في أراكان، رغم إشارتها إلى غياب التوثيق الدولي للممارسات المسلحة لـ “جيش إنقاذ الروهينغيا” في الولاية.

يشار أن زعيمة ميانمار لم تتفوه خلال إفادتها بكلمة “روهينغيا” بل استعوضت عنها بكلمات مثل مدنيين ومسلمي أراكان.

“إبادة”

وقال وزير العدل الغامبي أبو بكر تامبادو للقضاة “ابلغوا ميانمار أن توقف هذا القتل الذي لا معنى له وأن توقف هذه الأعمال الوحشية التي تواصل صدم ضميرنا الجماعي وأن توقف هذه الإبادة لشعبها”.  

ورفعت غامبيا بتكليف من الدول الـ57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، شكوى أمام محكمة العدل الدولية ضد البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.

وتؤكد غامبيا، البلد الصغير ذو الغالبية المسلمة في غرب إفريقيا، أن ميانمار انتهكت الاتفاقية الدولية حول منع جريمة الإبادة والمعاقبة عليها المبرمة عام 1948.

وأضاف تامبادو، المدعي العام السابق في المحكمة حول الإبادة في رواندا في العام 1994 “هناك إبادة أخرى تتكشف أمام أعيننا مباشرة لكننا لا نفعل شيئا لوقفها”.

وتابع “كل يوم من التقاعس يعني تعرض مزيد من الأشخاص للقتل وتعرض مزيد من النساء للاغتصاب وحرق مزيد من الأطفال أحياء”.

جثث نساء من الروهينغيا وأطفالهن غرقوا بعد انقلاب قاربهم أثناء فرارهم من ميانمار إلى بنغلاديش
خلفيات

منذ 25 أغسطس/آب 2017، يشن الجيش في ميانمار ومليشيات بوذية متطرفة، حملة عسكرية ومجازر وحشية ضد الروهينغيا في إقليم أراكان.

وأسفرت الجرائم المستمرة عن مقتل آلاف الروهينغيين، حسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة مليون روهينغي إلى بنغلاديش، وفق الأمم المتحدة.

وتعتبر حكومة ميانمار الروهينغيا “مهاجرين غير نظاميين” من بنغلاديش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة بـ”الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات