أزمة بين القاهرة والكويت بعد اتهام محامٍ لحرس سفارة مصر بالاعتداء عليه

المحامي الكويتي إسماعيل دشتي

أثناء وجود وفد كويتي رسمي برئاسة رئيس مجلس الوزراء في القاهرة، نشبت أزمة دبلوماسية مكتومة بسبب اتهام محامٍ كويتي أفراد القنصلية المصرية بالكويت بضربه والتهديد بدفنه داخلها.

وتطورت الأزمة بعدما قدم المواطن الكويتي تقريرا طبيا يؤكد فيه تعرضه للتعذيب داخل القنصلية المصرية من قبل الأمن المصري، ما استنفر مجلس الأمة الكويتي ونشطاء كويتيين، واصفين البعثة الدبلوماسية بالبلطجية، ومطالبين بترحيلهم واستبدالهم ببعثة أخرى.

وأغضب ما حدث عددا من نواب البرلمان الكويتي، الذين طالب بعضهم بطرد البعثة الدبلوماسية المصرية، فيما علم موقع “الجزيرة مباشر” أن القاهرة تحاول لملمة الأزمة وهناك أنباء عن استدعاء طاقم القنصلية واستبداله.

ماذا حدث؟
  • المحامي الكويتي إسماعيل دشتي قال: “ذهبت لتخليص معاملة في القنصلية المصرية فسحبوني وضربوني واحتجزوني، وكانت ملابسي عليها دماء من آثار الاعتداء”.
  • المحامي أكد تعرضه للسب والضرب داخل القنصلية والتهديد من عناصر الأمن بالقنصلية بدفنه داخلها، كما سبوا دولة الكويت.
  • دشتي قال في حوار بالفيديو لموقع “سرمد” إن اثنين آخرين “بودي غارد” هجموا عليه وصرخوا فيه: “أصحى إنت داخل أرض مصرية نعمل فيها ما بدا لنا”، ثم تم سبه وأدخلوه داخل مبنى القنصلية قائلين: “تعالى عايزينك”.

https://twitter.com/PlusKuwait/status/1184926326253346816?ref_src=twsrc%5Etfw

  • المحامي أضاف أنهم ادخلوه حجرة داخل القنصلية ثم بدأوا في سبه وسب الكويتيين ودفعه، وأخذوا منه أوراقه وهاتفه المحمول، ثم تدخل مستشار بالسفارة وأعاد له الهاتف، فاتصل بنقابة المحامين وقال لهم إنه محتجز داخل القنصلية، فاستفز هذا المصريين فزاد تهجمهم عليه، ثم أخرجوه.
  • دشتي تابع أنه حين قام بتصوير ما جرى بالهاتف المحمول، قاموا بإدخاله القنصلية مرة أخرى وصرخوا فيه بدعوى أن التصوير ممنوع، مشيرا إلى أن هناك شاهدة على ذلك أبلغته أنها سمعت القنصل المصري تطلب حجزه ساعتين داخل القنصلية على الأقل.
  • المحامي قال إن القنصل المصري (سيدة) طلبت الحل ودياً إلا أنه رفض بشدة لأنه تم الاعتداء عليه واحتجازه وضربه وتهديده “بالدفن داخل القنصلية ولن يعرف أحد ما جرى له”، حسبما قال له المصريون الذين اعتدوا عليه.
  • دشتي أوضح أن من اعتدوا عليه 4 من الأمن وخامس من الحراسة، وشخص سادس، مشيرا إلى أنه يعرف وجوههم تماما، وهذا ما أزعجهم لأنه صورهم، فطلبوا رؤية الصور على هاتفه المحمول.

ردود الفعل الكويتية
  • نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار اللي قاله: “لن نقبل بأي إساءه لكويتي والوزارة ستتولى مخاطبة السفارة المصرية لمتابعة الشكوى واتخاذ ما يلزم لوقف استمرار مثل هذه الشكاوى ووضع حد لها”.
  • رئيس اللجنة الخارجية بمجلس الأمة الكويتي عبد الكريم الكندري، شدد على ضرورة أن تتخذ وزارة الخارجية موقفا دبلوماسيا بموجب المادة 9 من اتفاقية فيينا تجاه القنصلية المصرية، والذي يعتبر انتهاكاً للقانون الكويتي والمادة 41 من الاتفاقية نفسها.
  • النائب أحمد الفضل قال إن “أعمال البلطجة والمافيا التي تمارسها البعثة الدبلوماسية المصرية بالكويت أصبحت أمراً متكرراً يدعو إلى القلق وهو أمر لا يعكس حتماً عمق وتجذر العلاقات الكويتية المصرية ولا أخلاق أبناء النيل”.
  • الفضل أوضح في بيان أنه “سبق الاعتداء على عسكري كويتي وحجز مدنيين والتعدي عليهم داخل القنصلية أيضا بحجة أن أراضي السفارة وقنصليتها أرض مصرية”، وطالب النائب بإعلان عدم التعاون مع البعثة الحالية واستبدالهم بمن يقدرون عمق العلاقات بين البلدين.
  • المحامي عدنان أبل عضو مجلس إدارة جمعية المحامين الكويتية، استنكر ما تعرض له المحامي دشتي، وأكد أن الجمعية ستسلك كافة الطرق القانونية للدفاع عن حقوق منتسبيها، وطالب بموقف رسمي واضح وصريح من الخارجية الكويتية.

  • نائب رئيس جمعية المحامين مهند الساير قال إن “سيادة الكويت خط أحمر، ونطالب باعتذار رسمي وسنصعد لعدم تكرار مثل هذه الاعتداءات”، داعيا إلى “ضرورة استبدال البعثة الدبلوماسية في القنصلية المصرية”.
  • النائبة صفاء الهاشم طالبت الحكومة الكويتية باستدعاء وزير الخارجية للبرلمان للوقوف على ما حدث للمواطن إسماعيل دشتي داخل القنصلية المصرية، وقالت إنها ستمارس أدواتها الدستورية بكل قوة تجاه الوزير “إن لم نجد إجراء رادعا وحازما يحفظ لنا كرامة الكويتيين في بلدهم”.
  • الهاشم قالت في سلسلة تغريدات على تويتر إن “كرامة الكويتي خط أحمر”، وانتقدت “تصرفات هذه البعثة (المصرية) والفوضى التي أحدثتها والزحام الرهيب اليومي”، قائلة: “لقد ضقنا ذرعاً بممارساتهم التي تفتقر لأدنى درجات الدبلوماسية المعتادة”.
  • دشن كويتيون هاشتاج #بلطجة_القنصلية_المصرية طالبوا من خلاله باستدعاء السفير المصري وتوبيخه، وطرد كل طاقم السفارة واستبدالهم بآخرين، وشاركهم في المطالبة بإبعاد طاقم القنصلية مصريون مقيمون في الكويت.

ماذا فعلت مصر؟
  • مصدر دبلوماسي مصري، قال إن وزارة الخارجية المصرية فتحت تحقيقا للكشف عن ملابسات ما جرى داخل القنصلية، وتوقع أن تستدعى الخارجية المصرية غالبية العاملين في القنصلية لتلافي أزمة مع الكويت.
  • المصدر قال لـ موقع “الجزيرة مباشر” إن القاهرة شعرت بحرج شديد خاصة أن وفدا كويتيا على أعلى مستوى يزور مصر بالتزامن مع هذه الحادثة، ويضم الوفد رئيس مجلس الوزراء ووزراء الخارجية والتجارة والصناعة والنفط والكهرباء والماء، وغيرهم.
  • المصدر أضاف: “انتهز الوزير المصري سامح شكري الذي ترأس اجتماعات اللجنة المصرية الكويتية الفرصة للقاء نظيره الكويتي ومحاولة إيجاد حل ودي للأزمة، ووعد بالتحقيق واستدعاء العاملين بالقنصلية المصرية إذا لزم الأمر، وطلب تفريغ فيديوهات كاميرات السفارة”.
  • وفقًا لصحيفة القبس الكويتية، كشف مصدر مصري مسؤول أنه بناء على تعليمات وزير الخارجية المصري جرى التواصل مع السفير المصري في الكويت طارق القوني وأعضاء السفارة وتم الاستماع إلى إفاداتهم حول ملابسات الحادث بشكل كامل.
  • المصدر تابع أن السفارة في الكويت قالت في تقريرها المبدئي للخارجية المصرية إن الأمر كان عبارة عن “مشادة جرت بين طاقم تأمين السفارة والمواطن الكويتي الذي أقدم على تصوير مقر السفارة، فأكدوا له أن ذلك لا يجوز لأن المقر ليس فقط دبلوماسيا بل أمنيا وتصويره يعتبر أمرا محظوراً ويشكل خطراً”.
  • جاء في تقرير السفارة المصرية أن المحامي الكويتي “تعدى لفظيا على رجال أمن السفارة، وأقدم على السب والقذف بحق السفارة والعاملين فيها، كما قام بالبصق على رجال أمن السفارة والذين كانوا يدافعون عن أنفسهم فقط”.
خلفيات
  • رئيس وزراء الكويت قال خلال زيارته لمصر إن الاستثمارات الكويتية المباشرة بلغت نحو 16 مليار دولار، خلال العقود الـ 4 الماضية، بمتوسط نحو 400 مليون دولار سنوياً، وحجم التبادل التجاري بلغ نحو  مليار ي دولار في 2017.
  • سلمت الداخلية الكويتية في يوليو/تموز الماضي لمصر 8 أشخاص قالت إنهم أعضاء في شبكة إخوانية في الكويت، ووقعت اتفاقية مع القاهرة في مجال التعاون القضائي تشمل تبادل المعلومات والتنسيق في القضايا.

https://twitter.com/NasserAlsaad12/status/1186381784482750466?ref_src=twsrc%5Etfw

المصدر : الجزيرة مباشر