دراسة أمريكية تحذر من تحول مصر إلى “دولة فاشلة”

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أدى اليمين الدستورية لولاية ثانية
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو يؤدي اليمين الدستورية لولاية ثانية

حذرت دراسة أمريكية من غموض مستقبل النظام المصري بقيادة السيسي وتحول مصر لدولة فاشلة نتيجة ما وصفته بالسياسات غير الرشيدة والنمو السكاني المتزايد وهشاشة الاقتصاد المصري.

وذكرت الدراسة التي أعدها الباحثان، أندرو ميلر وميشيل دن، ونشرت في مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية (السبت) أن المنافسة بين واشنطن وموسكو علي ولاء النظام المصري لأي منهما، لن يمنع انحدار مصر في وقت ما إلى “مصير مجهول إذا استمرت الأمور على المنوال الحالي”.

وتابعت الدراسة أن مصر لم تعد جائزة تستحق الفوز بها، بل هي دولة هشة تحتاج إلى إصلاح.

ولهذا أكدت الدراسة أن الخطر الحقيقي على مصالح واشنطن ليس فقط خسارة نفوذها في مصر لصالح روسيا، بل بات الخطر من انزلاق مصر نحو مستقبل غامض، ربما يصل بها إلى مستوى الدول الفاشلة ما سيؤثر على استقرار المنطقة بأكملها.

وأوضحت الدراسة أن مصر بوضعها الحالي لم تعد “جائزة استراتيجية” لواشنطن أو موسكو تستدعي الدخول في منافسة بينهما للفوز بها، وإنما صارت تحديا دبلوماسيا لهما في كيفية إدارة العلاقات معها.

وأشارت الدراسة إلى أنه في الوقت الذي تتركز فيه المنافسة بين روسيا وأمريكا في الشرق الأوسط على كل من سوريا وإيران، فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمل بهدوء علي فتح نوافذ للنفوذ الروسي طويل الأمد في مصر. لكن في المقابل لا يبدو التخلي عن الولايات المتحدة سهلا بالنسبة لمصر.

وتابعت الدراسة، لكنه على الجانب الآخر، فإن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يعد يؤمن بأنه بات بمقدوره التعويل على المساندة والدعم الكاملين من واشنطن نتيجة لما وصفته بالتوترات الثنائية بين البلدين خلال الفترة الأخيرة.

وأكدت الدراسة أن السيسي يحاول إحياء اللعبة المجربة من زمن الحرب الباردة، وهي وضع مصالح روسيا وأمريكا في مواجهة بعضهما البعض في مصر.

وخلصت الدراسة إلى أن المشكلة الحقيقية ليست فقدان واشنطن لنفوذها التقليدي في مصر لصالح موسكو، وإنما المشكلة الأكبر التي ستواجه السياسة الأمريكية خلال الفترة المقبلة هي انهيار النظام المصري في كافة مجالات الحياة بما يؤذن بتحول مصر إلى “دولة فاشلة”.

وكشفت الدراسة خسارة مصر كثيرا من الأوراق في المنطقة، حسب الكاتبين. كما أن الجيش المصري فقد بريقه وتفوق عليه نظيراه الأردني والإماراتي في القدرة على مسايرة الجيش الأمريكي، فضلا عن أن السياسات المصرية تسهم في جعل مشكلة الإرهاب أكثر تعقيدا.

وانتهت المجلة إلى أن هناك تفاهمًا جيدًا بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وبوتين، بسبب خلفيتيهما المتشابهة كضابطي مخابرات سابقين تشكلت خبراتهما في أروقة مؤسسات الدولة.

المصدر : الجزيرة مباشر + ناشونال إنترست