شاهد: حكاية فلسطينية أصيبت وأبناؤها الأربعة في مسيرات العودة

تضاعف العبء كثيرًا على كاهل السيدة الفلسطينية، نعمة العيسوي (53 عامًا)، بعد أن أصيبت جراء قنبلة غاز إسرائيلية في منطقة الرقبة أثناء مشاركتها في مسيرات “العودة” يوم الجمعة الماضي.

فالأم المصابة إضافة لآلامها الشديدة تقوم على رعاية اثنين من أبنائها سبق أن أصيبا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء مشاركتهما في المسيرات السلمية ذاتها على الحدود الشرقية لقطاع غزة، خلال الأسابيع الماضية، وباتا رهن الفراش غير قادرين على الحركة.

ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد، فخلال الاحتجاجات قرب حدود غزة المتواصلة منذ نهاية مارس/آذار الماضي، أصيب اثنان آخران من أبناء المرأة الفلسطينية، أحدهما تماثل للشفاء، فيما يتلقى الآخر العلاج من جروحه الحرجة بالمستشفيات المصرية.

ألم وإرهاق

الأم لـ10 أبناء من الذكور وابنة واحدة متزوجة، أنهكتها آلام إصابتها الشديدة وإرهاق رعاية ابنيها الجريحين، ما جعلها غير قادرة على مساعدتهما بشكل كامل في تلبية احتياجاتهما.

وحول إصابتها، قالت الأم “عندما أصبت بقنبلة الغاز في رقبتي كنت أجلس داخل إحدى الخيام في مخيمات مسيرات العودة قرب حدود غزة، شعرت حينها بآلام مبرحة وانتفاخ شديد بمنطقة الإصابة”.

وأضافت وهي جالسة بجوار سرير ابنها أحمد (26 عامًا)، المصاب بطلق ناري في منطقة البطن والحوض “لا أهتم كثيرًا بإصابتي ولكن أشعر بالألم على أبنائي، وأنا أراهم غير قادرين على الحركة، بسبب جروحهم”.

وبجوار سرير أحمد، جلس شقيقه مازن (18 عامًا) على كرسي متحرك، كما طلب الأطباء منه، بعد أن أصيب بطلق ناري في بطنه، منتصف مايو/أيار الماضي.

وأكملت الأم، التي بدت على وجهها معالم الإرهاق “أحمد أصيب المرة الأولى في بطنه الشهر الماضي، وبعد أن تماثل للشفاء قليلًا، توجه إلى الحدود الشرقية لمخيم البريج، فأصيب برصاصة إسرائيلية أخرى في الحوض”.

ولم يعد أحمد يقوَ على الحراك مطلقًا بعد إصابته الأخيرة، وتقوم والدته بإطعامه وتوفير كافة احتياجاته الشخصية.

أما مازن، فقد ظن الأطباء أنه استشهد وأعلنوا عن ذلك بعدما تعرض لعيار ناري إسرائيلي في بطنه، تسبب في خروج جزء من أحشائه، لكنهم اكتشفوا بعد دقائق أنه على قيد الحياة وتراجعوا عن إعلانهم.

واستكملت الأم الفلسطينية، حكاية أبنائها المصابين “إضافة إلى أحمد ومازن، أصيب ابني عاطف 6 مرات على مدار عدة أيام في مسيرات العودة، وجميع إصاباته كانت في قدميه، ولهذا وصف الأطباء وضعه الصحي بالحرج، وتم تحويله للعلاج في مصر”.

وتشعر الأم بالارتياح، كلما شاهدت ابنها الرابع، محمود (22 عامًا)، قادرًا على الحركة بمفرده، فقد أصيب هو الآخر برصاصة إسرائيلية في قدمه، قبل أسابيع، إلا أنه تماثل للشفاء.

أوضاع معيشية قاسية

وتعاني أسرة الأم الفلسطينية من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة، ازدادت سوءًا عقب إصابة الأبناء الأربعة.

وأوضحت “بين الحين والآخر كان أحد الأبناء يجد عملًا مؤقتًا، يوفر لنا القليل من المال، لكن الجميع الآن يحتاج لمن يرعاه”.

وأشارت إلى أن زوجها عاطل عن العمل، وتوقف منذ عدة سنوات عن ممارسة مهنته في البناء، بعد أن أصيب بجلطة دماغية.

ورغم كل ما تعانيه هذه الأم الفلسطينية من آلام وأوضاع معيشية واقتصادية صعبة تجعلها غير قادرة على توفير ثمن الدواء، إلا أنها أكدت أنها ستعود مرة أخرى للمشاركة في مسيرة “العودة” السلمية.

ويتظاهر آلاف الفلسطينيين، قرب السياج الفاصل، منذ 30 مارس الماضي، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948، ورفع الحصار عن قطاع غزة المتواصل منذ 2006.

ويقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات السلمية بعنف وقوة مفرطة، ما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة الآلاف.

المصدر : الأناضول