“بكتب اسمك يا بلادي”.. لبنان يودع الفنان إيلي شويري “أبو الأناشيد الوطنية”

الرئيس السابق ميشال عون يوشح الفنان الراحل إيلي شويري بوسام الأرز (رويترز)

توفي الفنان اللبناني إيلي شويري، الأربعاء، بعد 6 عقود من الإبداعات الوطنية من الأغاني والأعمال المسرحية الغنائية، حمل بفضلها لقب “أبو الأناشيد الوطنية”.

وقد ألّف الفنان أغنية (بكتب اسمك يا بلادي) عام 1973، وغناها أول مرة المطرب اللبناني جوزف عازار، ثم ترددت على لسان العديد من الفنانين العرب ومنهم الممثل السوري دريد لحام.

ومن أبرز أغنياته (صف العسكر) و(يا أهل الأرض) بصوته وأغنية (تعلا وتتعمر يا دار) التي غنتها الراحلة صباح، كما شارك مع الأخوين رحباني في أكثر من 25 عملًا، حيث أسندا إليه دور “فضلو” في مسرحية (بياع الخواتم) عام 1964 وفي الفيلم السينمائي الذي أخرجه يوسف شاهين في العام التالي.

حلم من قصص الأساطير

وشارك في معظم المسرحيات التي قدمها الرحبانية وعرضت على أدراج مهرجانات بعلبك الدولية من (دواليب الهوا) مع صباح إلى مسرحيات فيروز ومنها (أيام فخر الدين) و(هالة والملك) و(الشخص) و(ناطورة المفاتيح) و(صح النوم) وصولًا إلى (ميس الريم).

ووصف شويري تلك الحقبة بأنها كانت كأنها حلم من قصص الأساطير، إذ خولته خوض أجمل التجارب الفنية، فغرف من نبع الفن ورافق زمن النبلاء مع عباقرته.

وفي عام 1975 قدم بالتعاون مع الصحفي الراحل، سامي غميقة، برنامج (يا الله) وهو انتقادي اجتماعي لاقى نجاحا لافتا كما وقف إلى جانب صباح على المسرح في عرض (ست الكل)، وكتب أشهر أغاني وديع الصافي مثل (زرعنا تلالك يا بلادي) و(بلدي) و(أنت وأنا يا ليل) و(من يوم من يومين) و(يا بحر يا دوار).

وغنت ماجدة الرومي من ألحانه (سقط القناع) و(مين النا غيرك) و(ما زال العمر حرامي)، وتنافست كل من صباح وسميرة توفيق على أداء أغنية (أيام اللولو) التي أثارت في حينها نزاعًا وتنافسًا على أدائها إلى أن صدرت بأصوات ثلاثة فنانين.

منحه الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور عام 2017 تقديرًا لعطاءاته الفنية والاجتماعية والوطنية، وقال شويري حينها إن “وسام الأرز اليوم هو عيد لكل الأغاني التي غنيتها”.

آخر المبدعين من جيل الكبار

ولد شويري في بيروت عام 1939 ولطالما افتخر بكونه ولد في العصر الذهبي للفن مع محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ورياض السنباطي وعبد الحليم حافظ وغيرهم من عمالقة الفن الذين رسموا خريطة الأغنية العربية.

تزوج عام 1966 من عايدة أبي عاد التي رزق منها 3 بنات هن نيكول وكارول وسيلينا، وتوفي عن عمر يناهز 84 عامًا.

وبدأ الفنان مشواره في أروقة الإذاعة الكويتية عام 1960، عندما دعاه صديق إلى الكويت لتمضية فترة نقاهة واستجمام بعد كسر كان قد أصاب يده، وكان في العشرين من عمره، والتقى الملحن الكويتي الراحل عوض الدوخي، الذي شجعه على تعلم العزف على العود مع زميل له يدعى مرسي الحريري، وهو ملحن مصري كفيف.

بقي شويري في الكويت أكثر من سنة، أحيا خلالها بعض الحفلات الصغيرة وتعرف على الموسيقى الخليجية وتعلم إيقاعاتها، ثم أصبح عضوًا في فرقة كورال.

قالت الدائرة الثقافية في جهاز الإعلام والتواصل في “القوات اللبنانية”، في بيان، إنه “برحيل الفنان إيلي شويري فقدَ لبنان والساحة الفنّية آخر المبدعين من جيل الكبار، وقد تميّز صوته بالكرامة والعنفوان، وصنعت ألحانه مجد الأغنية اللبنانية”.

المصدر : الجزيرة مباشر + الوكالة الوطنية للإعلام + رويترز