واشنطن بوست: طريقة جديدة لتوليد الكهرباء من رطوبة الهواء قد تغيّر وجه العالم

(رويترز)

تقرير في واشنطن بوست عن أسلوب جديد توصل إليه العلماء لتوليد الطاقة الكهربائية من الرطوبة في الهواء، باستخدام أي مادة معروفة، في خطوة قد تغيّر وجه العالم.

وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته الجمعة، أن الطريقة الجديدة تعمل على استخدام الرطوبة في الهواء لتوليد الطاقة النظيفة، فيما قد يغيّر وجه البشرية بالتوصل إلى مصدر نظيف للطاقة المستمرة.

وحسب دراسة بدأت عام 2020، ونشرتها دورية “أدفانسد ماتريال” العلمية، فقد تمكن العلماء من استخلاص الطاقة من الرطوبة في الهواء الطلق، باستخدام مواد تم عزلها من البكتريا، لكن مؤخرا توصل العلماء إلى إمكانية استخدام أي مادة معروفة للقيام بسهولة بتوليد الطاقة من الرطوبة في الهواء.

ويشير التقرير إلى أن مواد مثل الخشب أو السيليكون يمكن استخدامها في ذلك، بحيث يتم تحويلها إلى جزئيات أصغر تحمل مسام أكثر، وينقل التقرير عن رئيس فريق البحث، الأستاذ في جامعة ماساتشوستس (جون ياو) قوله “الأمر الذي ابتكرناه يمكن تشبيهه بأننا اخترعنا سحبا صغيرة بشرية الصنع، وهو أمر يمكن فعله بسهولة وبشكل متكرر، ليكون مصدرا مستمرا للطاقة وبكميات هائلة وبشكل نظيف، تخيل أن يكون معك مصدر طاقة مستمر أينما ذهبت”.

(رويترز)

ويقول التقرير إن الوسيلة المستخدمة تسمى “إير جن” أو مولد الطاقة الهوائي، ويمكنك اصطحابه معك في أي مكان لتوليد الطاقة الكهربائية من الرطوبة في الهواء، وهو الأمر الذي يختلف عن الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح التي تحتاج إلى ظروف معينة لا تتوافر في كل مكان، رغم اعتراف العلماء بأن معدلات الرطوبة الأقل في الهواء ستقلل كميات الطاقة المولدة، وهو ما يعني أن المولد سيعمل في المناطق الحارة أفضل من المناطق الباردة، وفي فصل الصيف أفضل من فصل الشتاء.

ويوضح التقرير أن الجهاز بطول عقلة الإصبع، وأحدّ من الشعرة، ويحوي مسام ميكروسكوبية، تسمى المسام النانوية، لأن حجمها يقاس بالنانومتر، أي أقل من جزء من ألف جزء من حجم الشعرة البشرية، وتسمح هذه المسام لجزيئات الماء العالقة في الهواء “الرطوبة” بالعبور من خلالها، مما يُحدث تغيرا في التوازن الكهربائي بين سطحي الجهاز، ويحوله إلى ما يشبة البطارية الكهربائية متواصلة العمل.

ويقول الباحث المشارك في الدراسة شياومينغ ليو “لقد فتحنا بابا واسعا لتوليد الطاقة النظيفة والمستمرة من الهواء”، مضيفا “توليد الطاقة شيء وتخزينها شيء آخر، ويمكن أن نصنع نحو مليار وحدة توليد، ونرصها بفراغات قليلة بينها، بحيث نصنع مولدا للطاقة الهوائية بحجم الثلاجة، وهذا الجهاز يكفي لتوليد طاقة لمنزل كبير يضم أجهزة كهربائية معتادة”، لكنه يؤكد أن الأبحاث “لا تزال مستمرة لتقليل العدد المطلوب من المولدات، بحيث يصبح الأمر أقل كلفة وأكثر جدوى”.

وحسب التقرير، فإن العلماء سيواصلون البحث لتحديد المواد الأكثر قابلية لاستخلاص الطاقة من الهواء، بحيث يزيد السطح المعرَّض للرطوبة دون زيادة كبيرة في الحجم، علاوة على نقطة أخرى، وهي طرق صف الوحدات الصغيرة فوق بعضها بعضا، لتوفير الحجم وزيادة نشاطها وقابليتها للعمل، وهي أمور لا يمكن التنبؤ بنتائجها ولا توقيت إنجازها، لكنْ حسب ما يقول ياو “بمجرد إنجاز هذا الأمر يمكن وضع وحدات التوليد في أي مكان، مثل وضعها ضمن طلاء الحوائط، لتوفير المساحات”.

ويختم التقرير ناقلا عن ياو قوله “الكرة الأرضية كلها مغطاة بكميات هائلة من الرطوبة، وهي مصدر متجدد للطاقة الكهربائية، وهذه هي بداية استغلالها فقط”.

المصدر : واشنطن بوست