لا تسد حاجتهم.. نازحون يعملون بأجور هزيلة في حقول “الفريكة” بالشمال السوري (فيديو)

بدأت آلات الحصاد اجتثاث ما قدمته الأرض من قمح في موسمها الزراعي الجديد، ورصدت كاميرا الجزيرة مباشر، اليوم الاثنين، حصاد القمح الأخضر في ريف إدلب شمالي سوريا.

تحصد الآلات الضخمة ما اخضرّ من السنابل، ثم يبسطه المزارعون على أرض قريبة من الحقل، لتبدأ بعد ذلك عملية الحرق.

يسلط المزارعون خرطوم النار المنبعث من جرة الغاز، على السنابل حتى تميل إلى السواد، وبعد الانتهاء من تلك العملية يضعها العاملون في أكياس.

يُستخدم القمح الأخضر في صنع وجبة الفريكة، وهي حبات قمح تُحصَد قبل تمام نضجها واصفرارها؛ ليسهل طهيها وأكلها .

وأفاد مزارع للجزيرة مباشر أن إنتاج هذه السنة ضئيل جدًّا بسبب ارتفاع الأسعار، وأن زراعة “الفريكة” أصبحت تعود على المزارعين بالخسارة، إذ ينفقون عليها أكثر مما يجنونه من بيعها، على حد قوله.

وأضاف أن تكلفة الهكتار الواحد تتراوح بين 700 و800 دولار بين زرع وحصد وحرق، وأنه يُنتج 3 أطنان، في حين لا يتجاوز ما يباع منه 400 دولار، إضافة إلى عناء عملية الحرق التي تبدأ فجرًا قبل ارتفاع درجات الحرارة وتستمر حتى المساء.

وقال المزارع إن موسم حصد الفريكة لا يتجاوز 15 يومًا، يحتاج فيها كل هكتار إلى 30 شخصا للحصاد و10 أشخاص للحرق.

وتتراوح أجرة العامل اليومية بين 150 و200 ليرة، في حين تترواح أجرة العاملات من النساء بين 75 و100 ليرة.

وأفاد مزارع آخر أنه من النازحين إلى الشمال السوري، وأن الربح في الزراعة غير مضمون “إذ يكون سنة رابحًا وسنتين خاسرًا”، على حد تعبيره، مضيفا أنه كان يمارس المهنة في أرضه قبل الحرب.

وتابع للجزيرة مباشر أنه لا يهتم لتحقيق ربح كبير، بقدر ما ينشغل بتوفير ما يسد رمق أطفاله.

وقال سائق سيارة نقل إنه يعمل في نقل المحصول من الأراضي الزراعية مقابل 50 دولارا للفوج، وأنه يشتغل في هذه المهنة مع كل موسم منذ نزوحه إلى الشمال السوري قبل 9 سنوات.

ولا يحصل العامل في النقل على أكثر 5 دولارات في اليوم، في حين يواجه صعوبات عدة بسبب دخان حرق القمح مع درجات الحرارة المرتفعة والغبار المتصاعد من تعبئة الأكياس.

وقال العامل إن أجرته اليومية لا تكفيه لتوفير الخبز والسكر لأسرته.

ولا يختلف حال العاملات عن ذلك، بل قد يكون أسوأ، إذ قالت إحداهن للجزيرة مباشر إنها تشتغل منذ الفجر بمقابل ضئيل لا يمكنها من توفير 4 أكياس خبز لإطعام أطفالها كل يوم.

وتحدثت النازحة عن صعوبة العمل في درجات الحرارة المرتفعة مع لهيب نار حرق القمح، وقالت إنها تحتاج إلى توفير الحفاظات وعلب الحليب لأطفالها ولا يكفيها ما تجنيه لذلك.

وقالت النازحة إن عملها لا يوفر لها سوى نصف احتياجات أسرتها من أكل وشرب، وإنها لا تحصل على أي مساعدات أو سلة غذائية تساعدها على سد حاجة أسرتها.

المصدر : الجزيرة مباشر