يتمنى معجزة لرؤية أمه وبناته.. كفيف يعول 9 أفراد بمخيمات ريف إدلب في سوريا (فيديو)

اجتمع العمى والنزوح والفقر على شاب سوري لتتعمّق مأساته هو وعائلته بعد تهجيره من دياره إلى مخيمات “دير حسان” بريف إدلب ومقتل والده.

رصدت كاميرا الجزيرة مباشر قصة محمد إبراهيم، وهي إحدى ملايين القصص المؤلمة التي ضمتها خيام النزوح على امتداد 12 عاما من الحرب في سوريا.

قال محمد إبراهيم بأمل قوي إنه يتمنى أن يرى بناته اللاتي لم يرهن من قبل وأمّه التي اشتاق النظر إلى وجهها، وإنه ينتظر معجزة عودة بصره ليعمل ويعيل أفراد أسرته.

عانى محمد ضغط العين في صغره وفقدَ بصره نتيجة نزيف في العين، أجرى بعده 15 عملية في عينيه من دون أن يرجع إليه بصره.

محمد إبراهيم هو أب لثلاث بنات، وقد قُتل والده سنة 2013 في المعتقل، ليترك له مسؤولية إعالة 9 أفراد.

ويرى الشاب أن “أصعب شيء أن يكون الإنسان كفيفا”، موضحا أنه “لا يتمكن من التمييز والعمل وبالتالي فهو عاجز بشكل تام”.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، من أن معدلات الجوع في سوريا بلغت مستويات قياسية في بلد ينهشه نزاع دامٍ يرافقه انهيار اقتصادي ومالي مزمن.

وقال البرنامج في بيان بعد نحو 12 عامًا من اندلاع النزاع “لا يعرف 12 مليون شخص من أين ستأتي وجبتهم التالية، في حين أن 2.9 مليون معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع”، مما يعني أن 70% من السوريين “قد يكونون غير قادرين قريبًا على وضع طعام على المائدة لعائلاتهم”.

وأضاف البرنامج أن “الجوع يرتفع إلى أعلى مستوياته” بعد 12 عامًا من النزاع.

وتشهد سوريا بعد سنوات من الحرب أزمة اقتصادية خانقة ترافقت مع ارتفاع في أسعار المواد الأساسية بـ12 ضعفًا خلال السنوات الثلاث الماضية فقط، وانقطاع شبه دائم للتيار الكهربائي وشح في المحروقات، كما أصبحت غالبية السكان تحت خط الفقر.

وتشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعًا داميًا تسبب في مقتل نحو نصف مليون شخص ودمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

المصدر : الجزيرة مباشر