فقدوا أطرافهم وذويهم في الزلزال.. الجزيرة مباشر تنقل شهادات مؤلمة لأطفال بحاجة إلى علاج خارج سوريا (فيديو)

نقلت كاميرا الجزيرة مباشر مشاهد مؤلمة من قسم الأطفال في مستشفى (عقربات) لجراحة العظام وترميمها بريف إدلب، إذ يرقد في المستشفى منذ أكثر من شهر أطفال وكبار من ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا في 6 فبراير/شباط.

ورصد مراسل الجزيرة مباشر في سوريا علاء الدين اليوسف من داخل المستشفى حالات مؤثرة لأطفال صغار فقدوا أطرافهم في الزلزال، وأوضح الأطباء أنهم اضطروا إلى البتر حفاظا على حياتهم.

واختلفت إصابات الأطفال بين كسور وبتر للأطراف، لتزيد معاناة بعضهم بفقد ذويهم، إذ راح والد الطفلة نور ووالدتها ضحية للزلزال بينما بُتر أحد أطرافها.

وقال الطبيب المشرف على حالة الطفلة إنها تحتاج إلى استكمال علاجها خارج سوريا بجانب طفل آخر قد يكون وضعهما أفضل إذا تلقيا علاجهما في مراكز متقدمة في جراحة الأطفال.

وتمنى الدكتور سامح، المشرف على أغلب المرضى في المستشفى منذ اليوم الأول من الزلزال، أن تتبنى جهة معينة ملف المرضى من كل المستشفيات والمراكز الصحية بالشمال السوري الذين يحتاجون إلى علاج في الخارج.

وفقدت الطفلة هدى والدتها في الزلزال بمدينة جنديرس حيث نزحوا إليها هربا من الحرب في بلدتهم بريف حلب الجنوبي، وتعاني الطفلة من الهرس على مستوى الكاحل.

تمكث غزل أيضا في المستشفى منذ أكثر من شهر، وقد فقدت أمها وأباها وشقيقتها، ودخلت المستشفى منذ أسبوع في حين كانت في مستشفى آخر قبله، وتعاني وفق الطبيب المشرف من إصابة في الساق.

الطفلة نور ترقد في مستشفى (عقربات) بعد أن فقدت أحد أطرافها وأمها وأباها في الزلزال المدمر (الجزيرة مباشر)

وقال أحد الناجين الذي يرقد في المستشفى منذ أول يوم من الزلزال إنه أصيب في ساقيه بينما أصيبت ابنته أيضا في رجلها، إذ كان منزل الأسرة في الطابق الأرضي.

وأجرت الجزيرة مباشر جولة في المستشفى لرصد الوضع الصحي في ظل نقص الكوادر والمعدات الطبية بالشمال السوري.

وقال اليوسف، إن مستشفيات الشمال السوري استطاعت بإمكانات ضعيفة تجاوز أزمة الزلزال، ومنها عقربات المتخصص في ترميم العظام ما بين ريفي إدلب وحلب، والقريب من مدينة جنديرس الأكثر تضررا من الزلزال المدمر.

وبعد شهر من الكارثة، لا يزال عدد من الجرحى يُعالَجون في المستشفى الذي استوعب في اليوم الأول من الزلزال 450 مصابا، تم إجراء عمليات جراحية ملحّة لـ50 منهم.

وقال الدكتور سميح من طاقم المستشفى للجزيرة مباشر، إن الضغط زاد خلال الزلزال باعتبار أن المستشفى كان نقطة الاستقبال الأولى المتخصصة.

وأوضح الطبيب أن المستشفى عانى قبل حدوث الزلزال من ضعف الدعم للقطاع الطبي، وأن اليوم الأول شهد صعوبة شديدة بسبب النقص في الكوادر والمعدات الطبية، إذ لا يوجَد بالمستشفى سوى جهاز أشعة واحد.

وقال إن المستشفى بدأ يتدارك الأمر بشكل بطيء من مساعدات الجمعيات المحلية التي كانت تصل وإن كانت قليلة.

وبسبب شح الإمكانات وقلة الكادر الطبي، قال الدكتور سميح إن مريضين من ضحايا الزلزال توفيا.

المصدر : الجزيرة مباشر