دعاء الزلازل.. إليك ما يستحب قوله وعمله عند حدوث الهزات الأرضية (فيديو)

مع حدوث الزلازل والبراكين يسأل كثير من الناس عن الهدي النبوي في مثل هذه المواقف، وما إذا كانت هناك أدعية وأذكار خاصّة بهذه الكوارث، وهل هذه الأحداث الكونية تعد ابتلاءً أو عقوبة؟

يقول الدكتور عبد السلام المجيدي أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة قطر للجزيرة مباشر إن المستحب عند الزلازل “أن يفزع الإنسان إلى التضرع إلى الله فإن الله تعالى يقول {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} (سورة الأنعام الآية 42)”.

وتابع “كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الكسوف وهو يشبه الزلازل (فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره)”. وأوضح أنه على الإنسان “كذلك أن يشعر بالرحمة وأن يعمل أعمال الرحمة مع غيره فإن النبي يقول: الراحمون يرحمهم الرحمن”.

وأضاف أن من أعظم الأدعية التي ينبغي أن يحرص عليها “اللهم إن أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يديّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي”.

رجال الإنقاذ يحاولون إخراج العالقين من تحت الأنقاض (رويترز)

تذكير وتخويف

ويقول علماء في فتاواهم حول هذه القضية، إن الزلازل من آيات الله العظام في هذا الكون، يبتلي بها عباده تذكيرًا أو تخويفًا أو عقوبة، وعلى الإنسان أن يتذكر حين وقوع هذه الآيات ضعفه وعجزه وذله وافتقاره بين يدي الله تعالى، فيلجأ إلى الله عز وجل بالدعاء والتضرع والاستكانة لعل الله يكشف هذا البلاء العظيم عن عموم الناس.

يقول الله عز وجل {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}. (الأنعام: 42-44).

ولذلك استحب الفقهاء رحمهم الله الإكثار من الاستغفار والدعاء والتضرع والتصدق عند وقوع الزلازل ، كما هو المستحب عند حصول الكسوف والخسوف.

وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما نزل قول الله تعالى {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ } قال “أعوذ بوجهك”، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ}، قال “أعوذ بوجهك”. (رواه البخاري).

وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ } قال: “الصيحة والحجارة والريح”، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال: “الرجفة والخسف”.

المسارعة بالتوبة

ولا شك في أن ما حصل من الزلازل في هذه الأيام في جهات كثيرة هو من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه عباده، فالواجب على المكلفين من المسلمين وغيرهم، التوبة إلى الله سبحانه، والاستقامة على دينه، حتى تحصل لهم النجاة ويدفع الله عنهم كل بلاء.

قال سبحانه {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}. (الأعراف: 96).

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله “وقد يأذن الله سبحانه للأرض في بعض الأحيان بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام، فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية، والإنابة والإقلاع عن المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه، والندم، كما قال بعض السلف وقد زلزلت الأرض: إن ربكم يستعتبكم”.

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد زلزلت المدينة، فخطبهم ووعظهم، وقال “لئن عادت لا أساكنكم فيها”.

يستحب لكل أحد أن يتضرع بالدعاء ونحوه عند الزلازل (الأناضول)

استحباب التضرع بالدعاء والصدقة

قال العلامة زكريا الأنصاري رحمه الله “ويستحب لكل أحد أن يتضرع بالدعاء ونحوه عند الزلازل ونحوها من الصواعق والريح الشديدة، وأن يصلي في بيته منفردًا لئلًا يكون غافلًا، لأنه صلى الله عليه وسلم كان إذا عصفت الريح قال “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به”. (رواه مسلم).

غير أنه ليس في السنة النبوية دليل على استحباب ذكر أو دعاء معين عند حدوث الزلازل، وإنما يدعو بما يفتح الله عليه مما فيه طلب الرحمة والغوث من الله عز وجل، كي يصرف عن الناس هذا البلاء.

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله “الواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفيضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه، والضراعة إليه وسؤاله العافية، والإكثار من ذكره واستغفاره، كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف “فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره” متفق عليه”.

وتستحب أيضًا رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم “ارحموا ترحموا” (رواه أحمد)، و”ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”. (رواه الترمذي).

وقوله صلى الله عليه وسلم “من لا يَرحم لا يُرحم”. (رواه البخاري). وروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إلكترونية