“فرضوا اللغة الإنجليزية وقدموا أفكارا نمطية”.. بطلة فيلم عن لاجئتين سوريتين توجه انتقادات لنتفلكس (فيديو)

كشفت بطلة فيلم “السباحتان” الممثلة اللبنانية منال عيسى، كواليس إنتاج الفيلم في مقال نشره موقع (ميدل إيست آي).

وانتقدت الممثلة الحريات المحدودة الممنوحة من قِبل هوليود للمبدعين العرب لرواية قصصهم الخاصة، ونوع القصص المسموح لهم بسردها.

“السباحتان” هو فيلم عرضته نتفلكس العام الماضي عن قصة لاجئتين سوريتين (يسرى وسارة مارديني)، وقد نال تقييما عاليا على منصات الأفلام والعروض السينمائية.

ووصفت منال عيسى الفيلم بأنه كان أثناء العمل عليه “وكأنه واحد من تلك الأفلام الأمريكية المبتذلة المليئة بالكثير من الأفكار النمطية”.

وانتقدت الممثلة في المقال ضعف الحوار العربي في النص، والاستخدام المفرط للغة الإنجليزية، وسطحية الحوار.

وقالت بطلة الفيلم إنها واجهت أحد المنتجين البريطانيين قائلة “أنت تريد أن تصنع فيلمًا عن العرب لكنك لا تريد الاستماع إلى لغتهم”.

وأشار المقال إلى عدم ذكر كلمة (ثورة) في الفيلم، وأنه بذلك “صوّر السوريين وكأنهم يتقاتلون دون سبب”.

قصة حقيقية

ويجسد الفيلم قصة السباحتين السوريتين سارة ويسرى مارديني اللتين جازفتا بحياتهما في 2015 من أجل الوصول إلى ألمانيا بعد أن قررتا عبور السواحل التركية إلى اليونان سباحة.

صارعت الشقيقتان الأمواج 3 ساعات للوصول إلى الشواطئ اليونانية، ثم إلى برلين مشيًا هربًا من الحرب وأملًا في حياة جديدة.

وكانت الشقيقتان قد قفزتا من قارب مطاطي يحمل لاجئين متجهين إلى اليونان، وذلك بعدما بدأ يضطرب وسط المياه.

وقد بذلت سارة (20 عاما) ويسرى (17 عاما) آنذاك، اللتان كانتا من بين ألمع نجوم السباحة في سوريا، جهدا كبيرا من أجل الوصول إلى برلين.

سارة ويسرى مارديني (أرشيفية)

وبعد بدء الصراع في سوريا فرت عائلة مارديني بحثًا عما يضمن مستقبل ابنتيها واستمرارهما في ممارسة السباحة، التي تميزتا فيها بسوريا.

وغادرت الأختان دمشق في أغسطس/آب 2015، وسافرتا إلى لبنان ثم تركيا، حيث دفعتا مالًا للمهربين كي ينقلوهما إلى اليونان، وخلال المحاولة الأولى تمكّن خفر السواحل التركية من إفشال عملية التهريب.

وكانت المحاولة الثانية على متن قارب مطاطي حمل 20 شخصا يجهل أغلبهم السباحة، فكادت تفشل أيضا عندما بدأت المياه تضرب القارب، عندها قامت سارة ويسرى وثلاثة أشخاص آخرين كانوا أيضا من أفضل السباحين بالقفز وسط المياه من أجل أن يظل القارب طافيا في البحر بشكل أفضل.

وتمسك السباحون بالحبال التي تتدلى من جوانب القارب نحو 3 ساعات إلى أن وصلوا إلى الشاطئ في جزيرة لسبوس اليونانية، ثم اتجهت الأختان في رحلة برية طويلة إلى النمسا ثم أخيرا إلى ألمانيا.

وبعد وصولهما إلى برلين بفترة وجيزة قامت جمعية خيرية محلية بإدخالهما إلى نادي سباحة قريب من مخيم اللاجئين.

تفاعل واسع

ووجد مقال الممثلة اللبنانية منال عيسى صدى واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ كتبت الصحفية مي السعدني عبر تويتر “قد يكون صنع فيلم دقيق لعامة جمهور هوليود صعبًا، لكن نتفلكس لديها الموارد اللازمة للقيام بذلك بشكل صحيح”.

واعتبرت أن “ما شاركته منال عيسى عن فيلم “السباحتان” يوضح أن نتفليكس فشلت”.

وكتبت فردوس “لقد تغيرت رؤيتي للفيلم تمامًا بعد قراءة حديث منال عيسى عن وقتها في إنتاج الفيلم، إنه لأمر مخيب للآمال بشكل لا يصدق أن نعرف أن هذا هو الواقع، أحسنت منال، لديّ الكثير من الاحترام لها”.

وهنأ محمد السافين منال على جرأتها خصوصا أنها لا تملك نفوذا في هذه الصناعة.

المصدر : الجزيرة مباشر