فيلم “الحارة” يثير جدلا واسعا في الشارع الأردني (فيديو)

أثار فيلم “الحارة” الأردني جدلًا عامًا حادًا بين أناس مستائين من تصويره للمجتمع الأردني، وآخرين يدافعون عن حرية التعبير.

ووفقًا لملخص عن الفيلم، تدور الأحداث في “حي مخنوق حيث تسيطر النميمة والعنف على سلوك الناس”، والفيلم من إخراج باسل غندور، المرشح لجائزة الأوسكار، الذي شارك في تأليفه أيضًا.

وتعرض الفيلم، الذي يُعرض على شبكة نتفليكس منذ بداية يناير/كانون الثاني، لهجوم شديد من عدد كبير من المواطنين وبعض نواب البرلمان بسبب ما وصفوه بأنه تصوير فاحش للمجتمع، واستخدام بذيء للغة.

“اعتداء على حرية الآخرين”

وقال النائب محمد أبو صعيليك “حرية التعبير موصونة بالدستور، وحريتك تنتهي حينما تصل إلى حرية الآخرين، حينما تصل حريتك إلى الاعتداء على الآخرين تقف حريتك، هذا اعتداء صارخ على حرية الآخرين وقيمهم ودينهم ومعتقداتهم، ينبغي أن يحاسب صاحب هذا الفيلم وكل مموليه”.

وأضاف “لو كنت من أهالي الحي لرفعت قضية أمام المحاكم الأردنية على كل من مول وأنفق على هذا الفيلم الذي صور هذا الحي وهذا المجتمع بهذه الصورة البئيسة الكئيبة التي هي ليست على الحقيقة، نحن عشنا بهذه الأحياء نحن مواليد من هذه الأحياء، هذه ليست هذه أحياءنا وليس هذا شعبنا وليس هذا مواطنا يستحقون العقاب بالحقيقة”.

وقال الكاتب الأردني حسن براري في تغريدة على تويتر “فيلم من دون رسالة أردنية، وفنيًا هابط”.

وعبّر العديد عن رفضهم مشاهدة أشخاص يتلفظون بالشتائم أو متابعة فيلم به تعرض فيه علاقات خارج إطار الزواج أو الحديث عن الجسد والجنس بصراحة.

وقال بعضهم إن مشاهد الفيلم لا تشبه أبدًا أزقة و”حارات” المدن الأردنية، مشددين على ضرورة التمسك بالخصوصية الثقافية للبلد بدلًا من “استيراد كادرات فنية وثقافية من دول وأخرى”.

واتهم آخرون صناع الفيلم “باقتباسه من فيلم حين مسيرة للمخرج المصري خالد يوسف”.

“واقع مرير”

على الجانب الآخر، دافع كثيرون عن الفيلم، وقالوا إنه يكشف بعض جوانب المجتمع، وطالبوا بحماية حرية التعبير.

وقال فلاح محمود، وهو من سكان حي جبل النظيف في شرق عمان حيث تم تصوير الفيلم “بمثل هذا طبعنا هذا واقعنا يعني في تطعيم وفي الأشياء إللي صارت وهذا طبعنا في جبل النظيف”.

وذكر أحمد عيشة، وهو ساكن آخر من سكان الحي “يمثل الواقع كل الأحياء المهمشة بالأردن إن كان بالقرى أو بالبادية أو بالعاصمة”.

فيما رأى آخرون مثل الصحفية والناقدة الأردنية إسراء الردايدة النقاش العام الجاري أمرًا طبيعيًا.

وحاز الفيلم على العديد من الجوائز مثل جائزة الجمهور في مهرجان مالمو للسينما العربية مع تنويه خاص من لجنة التحكيم.

وتصدر الفيلم مواقع التواصل الاجتماعي لأيام عدة، حيث انتشر “هاشتاغ” باسم الفيلم أدلى العديد من الأردنيين في دولهم بشأنه.

المصدر : وكالات