وسط أزمة غذاء عالمية.. إهدار 150 طنا من الطماطم في مهرجان سنوي للتراشق بها في إسبانيا (فيديو)
يعد الغذاء جزأ لا يتجزأ من المهرجانات في جميع أنحاء العالم، عبر عرضه وتناوله كما يحدث في مهرجانات الزيتون والتمور والعسل وغيرها في العديد من المناطق بالعالم، لكن مهرجان الطماطم في إسبانيا مختلف تمامًا، حيث أنه بدلًا من عرضها وتناولها يتم رميها ورشق الآخرين بها.
المهرجان الذي يقام في إسبانيا كان محط جدل كبير منذ نشأته، بين من يرى أنه وسيلة للفرح والتواصل بين الناس، وبين من يراه مهرجانًا لتبذير الغذاء ورمي الخضروات على الأرض بعد أشهر طويلة من السقاية والرعاية.
كل عام، وتحديدًا في يوم الأربعاء الأخير من شهرأغسطس/آب، يتوجه آلاف الأشخاص من إسبانيا والدول المجاورة إلى مدينة بيونول بمقاطعة فالنسيا، حيث يقام مهرجان “لا توماتينا” (La Tomatina)، أكبر مهرجان تراشق بالغذاء في العالم، حيث يهدر فيه نحو 150 طنًا من الطماطم الناضجة.
وفي هذا المهرجان يغطي سكان المدينة واجهات المتاجر والمنازل لحمايتها من عصير الطماطم الأحمر، حيث يتوقعون أن يتكدس آلاف الأشخاص، للمشاركة في “المعركة الضخمة”.
وتنطلق معارك الطماطم والتي تعرف بأنها “أكبر موقعة بالأطعمة في العالم”، عند الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر، وعلى مدى ساعة يتراشق المشاركون الذين يرتدي كثير منهم ملابس بحر ونظارات سباحة بالطماطم، ويتمرغوا في طبقة سميكة من اللب الأحمر.
أصل المهرجان
ولد المهرجان -الذي يطلق عليه اسم “لا توماتينا”، من رحم مناوشات عشوائية بين القرويين عام 1945.
واجتذب الحدث -الذي حُظر لفترة من الوقت خلال ذروة حكم الجنرال فرانكو- حشودًا دولية في السنوات الأخيرة.
وقد ألهم نجاح هذا المهرجان مدنا أخرى لتنظيم أحداث مشابهة في كولومبيا وكوستاريكا وتشيلي والولايات المتحدة.
انتقادات للتبذير
ويرى العديد من المعارضين للمهرجان بوجوب إلغائه، حيث لا يجب أن يصبح إهدار الطعام جزءًا من الثقافة، بينما هناك مئات الملايين في العالم يعانون من الجوع كل يوم.
ووفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، ينام نحو 828 مليون شخص كل ليلة وهم جوعى، وقد ارتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد -من 135 مليونًا إلى 345 مليونًا- منذ عام 2019. وهناك حوالي 50 مليون شخص في 45 دولة على حافة المجاعة.
كما يأتي المهرجان المقام في إسبانيا في وقت يحذر فيه الاتحاد الأوربي من أزمة غذاء وشيكة، بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا، حيث أشار في بيان إلى أن أول الضحايا سيكون من البسطاء في الدول الفقيرة.
