الخطر ما زال قائمًا.. السلطات الأسترالية تجلي المزيد من السكان وتحذر من فيضانات جديدة (فيديو)

أخلى سكان ولاية نيو ساوث ويلز في سيدني، اليوم الثلاثاء، منازلهم بعد أن غمرتها مياه الأنهار جراء الأمطار الغزيرة.

وطلبت السلطات الأسترالية من قرابة 50 ألف شخص مغادرة منازلهم، وأبلغت 28 ألفًا آخرين بالاستعداد للمغادرة مع ارتفاع منسوب المياه.

ونفّذت فِرق الطوارئ 142 عملية إنقاذ من الفيضانات بالولاية في الساعات الـ24 الماضية، بدعم من 100 عسكري، وفق السلطات.

وأعلنت الشرطة إخلاء مركزها في حي ويندسور الغربي مع ارتفاع منسوب المياه.

وتتعرض أستراليا لبعض من أسوأ تداعيات التغير المناخي إذ ازدادت وتيرة وشدة موجات الجفاف وحرائق الغابات المميتة وحالات ابيضاض الحاجز المرجاني العظيم والفيضانات مع تغيّر أنماط الطقس العالمية.

ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى حبس مزيد من الرطوبة في الجو وبالتالي مزيد من الأمطار، ومع تشبّع الأرض بالأمطار ارتفعت المياه بسرعة في المناطق المتضررة لتطوق جدران بعض المنازل في الأحياء الغربية من سيدني.

محفوف بالمخاطر

توقّع خبراء الأرصاد أن يتوجه المنخفض الجوي شمالًا على طول الساحل الشرقي بعد 4 أيام من تساقط أمطار غزيرة على سيدني.

وقالت مفوضة أجهزة الطوارئ، كارلين يورك في مؤتمر صحفي إن “سيدني لم تخرج من الخطر بعد”، وأن “لا وقت للتراخي.. الوضع محفوف بالمخاطر”.

وأعلنت الحكومة الفيدرالية حالة كارثة طبيعية في 23 منطقة اجتاحتها الفيضانات في نيو ساوث ويلز، وأفرجت عن مساعدات مالية للمتضررين.

وتعرّض عدد كبير من المتضررين لفيضانات متتالية ضربت الساحل الشرقي في 2021، ثم مجددًا في مارس/آذار الماضي، وأودت بحياة أكثر من 20 شخصًا.

وقال المواطن آلن دالريبمبل من حي ويندسور إن الفيضانات غمرت منزله 4 مرات في غضون 18 شهرًا، وأضاف لوكالة فرانس برس “أشعر بالاستياء، لكن لا يمكننا القيام بأي شيء حيال ذلك”.

الحرص على السلامة

وقعت معظم الفيضانات في مجرى نهر كبير يصب في سد واراغمبا غرب سيدني، والذي تتدفق مياهه بغزارة منذ الأحد.

ويوفر السد الخرساني الضخم معظم مياه الشرب للمدينة، وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إن “الناس على الساحل الشرقي يواجهون صعوبة كبيرة في الوقت الحالي”.

وأضاف “أتعاطف مع الناس الذين عانوا مرة تلو الأخرى، ومع العديد من تلك الأحياء السكنية التي تضررت جراء حرائق الغابات”.

وتابع “أقول للناس، احرصوا على سلامتكم وابقوا متيقظين”.

وخفّت وتيرة الأمطار في بعض مناطق سيدني، بينما تستمر التحذيرات من خطر حدوث فيضانات خلال الأيام القليلة المقبلة، وفق جين غولدينغ من مكتب الأرصاد في المدينة.

“لم نخرج من الأزمة”

وقال ستيف كوك -وزير إدارة الطوارئ في ولاية نيو ساوث ويلز- للتلفزيون المحلي إن من المرجح أن تهدأ العواصف القوية في سيدني خلال اليوم الثلاثاء، إلا أن خطر الفيضانات قد يظل قائمًا خلال الأسبوع نظرًا لأن معظم أماكن تجمّع مياه الأنهار بلغت بالفعل أعلى مستوياتها حتى قبل هبوب العاصفة الأخيرة.

وأعلنت الحكومة الاتحادية في وقت متأخر، أمس الاثنين، أن الفيضانات كارثة طبيعية لتساعد سكان المناطق المتضررة في الحصول على دعم مالي طارئ.

وذكر مكتب الأرصاد الجوية أن منطقة وندسور في غرب سيدني تشهد فيضانًا عارمًا، وهو ثالث فيضان تشهده المنطقة هذا العام، مع ارتفاع مستويات المياه الحالية عن بداية السنة.

وفي لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهرت طرق وجسور غمرتها المياه، بينما عملت فرق الطوارئ على إنقاذ من تقطعت بهم السبل وانتشالهم من المركبات التي غمرتها المياه جزئيًّا والتي أصبحت عالقة في المياه الآخذ منسوبها في الارتفاع.

المصدر : وكالات