حل لغز تيتانيك.. محقق يكشف سر غرق السفينة الأشهر قبل 110 أعوام (فيديو)

تايتنك غرقت في 15 أبريل/نيسان 1912 في رحلتها الأولى من ساوثهامبتون بالمملكة المتحدة متجهة إلى نيويورك (بيكسابي)

قدّم الباحث والمحقق والمؤرخ البريطاني تيم مالتين تفسيرًا جديدًا لحل الغموض الذي أحاط بحادث غرق السفينة الشهيرة تيتانيك في 15 أبريل/نيسان 1912 بعد اصطدامها بجبل جليدي.

وبحث مالتين لأكثر من 6 سنوات عن السبب الحقيقي وراء الاصطدام المدمر ليكتشف أن كل الأسباب التي تم استعرضها حتى الآن “غير دقيقة” وأن السبب الأكثر ترجيحًا هو ظاهرة “ضباب السراب”.

وقال ضمن وثائقي حول حادث غرق السفينة أعدته مجلة (ساينس ديجيست) إنه بحث لسنوات في عدد من أسباب تم تقديمها بشأن غرق السفينة والتي كان أبرزها أن قائدها سميث كان مخمورًا.

وأوضح أن كل الأسباب “أثارت دهشته” مؤكدًا أن الكابتن سميث على سبيل المثال “لم يتناول الخمور في البحر أبدًا”.

وأضاف أن أحد التفسيرات لحادث الغرق أشارت إلى أن الدفة كانت صغيرة جدًا، إضافة إلى عدم توفر مناظير لاكتشاف الجبل الجليدي. وتابع “كلها أمور غير دقيقة ولا تبرر حادث الغرق المؤسف”.

وفي السياق، أوضح مالتين أن الحريق الذي نشب في السفينة عقب الاصطادم لم يكن السبب أيضًا في الأضرار البالغة التي لحقت بالسفينة وأدت إلى غرقها.

وأشار الباحث البريطاني إلى أن جميع الشهود وركاب السفينة أكدوا أن ليلة الإبحار كانت “أصفى ليلة في التاريخ”  في مستوى الرؤية، في حين سجل المراقبون الجويون ضبابًا حول الأفق.

كشف الغموض

وفي هذا الشأن، أكد مالتين أن دراساته أثبتت أن تلك الليلة “لم تكن أوضح ليلة” كما قيل، لافتًا إلى حدوث ظاهرة تسمى “ضباب السراب”.

وقال إن الظاهرة تتمثل في ظهور ضباب، ولكنه لا يكون ناتجًا عن قطرات الماء مثل الضباب العادي، بل عن كميات الهواء التي يمكن رصدها خلال الليالي الصافية، مشيرا إلى أن هذه النوع من الضباب يسبب في الليالي الصافية حجبًا للرؤية وتشتتًا للضوء.

وأردف “يقال إن هذا الوهم حدث عندما كانت السفينة في جزء معين من المحيط الأطلسي، التقت فيه المياه المتجمدة بالتيارات الدافئة فتولدت ظاهرة أخرى تعرف باسم الانعكاس الحراري”.

وبسبب الانعكاس الحراري، عمل الهواء البارد قرب البحر كعدسة تعمل على ثني الضوء لأسفل، حيث يُعتقد أن هذه الظاهرة البصرية جعلت ضابط السفينة يرى هذه الليلة وكأنها الأوضح في التاريخ، وفق المصدر.

سفينة تيتانيك قبل وبعد غرقها (رويترز)

ويُعتقد أن هذه الظاهرة البصرية سمحت لضباط تيتانيك برؤية مسافات طويلة جدًا في تلك الليلة.

وأضاف مالتين أن هذا الضباب الخفيف من المحتمل أن يكون له نفس لون الجبل الجليدي القاتل، ما يقلل من “حجم القطر الزاوي (هو القطر المرئي للجسم من موقع معين مقاسًا كزاوية) للجبل الجليدي”.

ويقدر أن المراقبين كان لديهم أقل من دقيقة للرد منذ أن رأوا الجبل الجليدي إلى اتخاذ تدابير مراوغة.

وأطلق على السفينة اسم تيتانيك كونها “غير قابلة للغرق” لأن مصمميها حرصوا على أن يتكون الجزء السفلي من السفينة من 16 قسمًا (مقصورة) لا يمكن أن ينفذ منها الماء، وحتى لو غمرت المياه على سبيل المثال أحدها، فإنه يمكن لقائد السفينة أن يحجز المياه داخل هذا الجزء بمفرده ويمنعه من غمر باقي الأجزاء.

بيد أن مالتين كشف أن نقطة الضعف في تصميمها كان أن السفينة لم تستطع أن تطفو بعد غمر خمسة أقسام منها بالمياه، وغرقت ببطء بعد أكثر من ساعتين.

وكان على متن سفينة الركاب البريطانية ما يقارب 2400 راكب عندما اصطدمت بالجبل الجليدي قبل منتصف الليل بقليل.

وشهد الحدث المدمر مقتل أكثر من 1500 شخص في واحدة من أكثر الكوارث البحرية التجارية فتكًا في التاريخ الحديث.

ويقع حطام السفينة تيتانيك، الذي اكتشف في 1 سبتمبر/أيلول 1985 في قاع المحيط الأطلسي على بعد نحو 4 آلاف متر تحت الماء.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحف ومواقع أجنبية