“متعبٌ مني ولا أقوى على حملي”.. رحيل الشاعر العراقي مظفر النواب

الشاعر العراقي الراحل مظفّر النواب
الشاعر العراقي الراحل مظفّر النواب (مواقع التواصل)

توفي الشاعر العراقي مظفّر النوّاب، اليوم الجمعة، عن 88 عامًا بمستشفى الشارقة التعليمي في الإمارات إثر صراع مع المرض، بعدما فرضت قصائده السياسية الهجائية أن يكون “شاعر الغربة والضياع”، وأمضى نحو 5 عقود طريدًا بين المنافي العربية والأجنبية.

والنواب شاعر معاصر وناقد ومعارض سياسي بارز، تعرّض للملاحقة والسجن بالعراق في ثمانينيات القرن الماضي، ويوصف بأنه أحد أشهر شعراء العراق في العصر الحديث.

ونعى الرئيس العراقي برهم صالح في تغريدة عبر تويتر الشاعر قائلًا “يبقى حيًّا في ذاكرة الشعب مَن زرع مواقفه السياسية والوجدانية بشكل صادق. هو حيّ في ذهن كل مَن ترنم بقصائده الخالدات”.

ووجّه مصطفى الكاظمي -رئيس مجلس الوزراء العراقي- بأن ينقل جثمانه بالطائرة الرئاسية ليوارى الثرى في أرض الوطن، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وقال حسن ناظم وزير الثقافة العراقي إن مظفّر النواب من أهم الأصوات الشعرية العراقية، ورحيله يمثّل خسارة كبيرة للأدب العراقي.

وودعت المنصات العربية مظفر النواب -الذي لم يتزوّج قط وليس له أولاد- بعد وفاته عقب صراع مع المرض.

وسارع شعراء وفنانون وصحفيون لنعي الشاعر العراقي، مستذكرين أبرز قصائده وكلماته التي عبّرت عن ضمير الأمة العربية وقهر الشعوب لسنوات طويلة.

واسترجع مغردون كلمات كتبها الشاعر العراقي في قصيدة “أيها القبطان” اعتبروا أنها اختزلت سنوات حياته بأكملها تحديدًا بعد أنباء عن مرضه ومعاناته الشديدة، حين قال “متعب مني ولا أقوى على حملي”.

من هو مظفّر النواب؟

  • ولد مظفّر النواب في الكرخ ببغداد، أول يناير/كانون الثاني 1934، وهو خريج كليّة الآداب سنة 1956، ثم عيّن مفتشًا فنيًّا بوزارة التربية، وتعد قصيدة “قراءة في دفتر المطر”، عام 1969، أوّل قصيدة أبرزته في عالم الشعر.
  • في 1996، صدرت أول طبعة كاملة باللغة العربية لأعماله عن دار قنبر في لندن، وأبرز دواوينه في الشعر الشعبي “الريل وحمد”.
  • انتمى في شبابه إلى الحزب الشيوعي العراقي وناضل في صفوفه إلى أن دخل السجن في نهاية عام 1963 حيث كتب قصيدته الشهيرة (البراءة) التي تعد واحدة من أهم ما كتب.
  • هرب إلى إيران عن طريق البصرة، قبل أن تسلّمه السلطات الإيرانية إلى الأمن السياسي العراقي حينها.
  • حُكم على النوّاب حينها بالإعدام، لكن خُفف حكمه إلى السجن مدى الحياة، وانتهى به المطاف بسجن في الحلة وسط العراق، ثم فرّ من السجن مع زملاء له، واعتُقل مرة أخرى بعد سنوات إلى أن صدر عفو عام عن المعارضين السياسيين في 1969 فغادر العراق.
  • تنقل بين عدد من العواصم العربية منها دمشق وبيروت والقاهرة وطرابلس والجزائر والخرطوم، وسلطنة عُمان، وإريتريا وإيران، ودول أخرى مثل فيتنام وتايلند واليونان، وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة، فضلًا عن فنزويلا والبرازيل وتشيلي.
  • ظل منفيًا خلال حكم الرئيس السابق صدام حسين، وفي 2011 كانت عودته الأولى إلى العراق، تزامنًا مع الانسحاب الأمريكي إثر غزو 2003، إذ رفض العودة إلى بلده في ظلّ الاحتلال.
  • اهتم كثيرًا بالقضية الفلسطينية، وكتب عنها عشرات القصائد منها قصيدة (القدس عروس عروبتكم) التي هاجم فيها القادة العرب بقسوة، وبسببها منعته معظم الدول العربية من دخول أراضيها، فكان يلقب “شاعر القصيدة المهربة”.
  • في عام 1976 أثارت قصيدة (تل الزعتر) عن أحداث مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين في لبنان موجة غضب جديدة ضد الشاعر العراقي مما اضطره للترحال من جديد، وانتقل إلى ليبيا.
  • دأب على انتقاد قمم جامعة الدول العربية، فكان يكتب قصيدة عقب كل قمة يهاجم فيها المواقف السياسية لقادة المنطقة، ومن هذه القصائد (دوامة النورس الحزين) و(القمة الثانية) و(تكاثرت القمم).
  • من قصائده أيضًا (بنفسج الضباب) و(في الحانة القديمة) و(قراءة في دفتر المطر) و(يا حزن) و(عائلة القطط) و(يا جهيمان)، ورغم تأثره بالأوضاع السياسية التي عاصرها وكتب عنها جاءت قصائده الأخرى في الحب والغزل عذبة ورقيقة.
  • توفي مظفّر النواب بعد صراع مع المرض بمستشفى الشارقة التعليمي، في 20 مايو/أيار 2022.
المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات