طريقة واحدة قد تجعل السفر عبر الزمن ممكنًا وفقًا لهذا الفيزيائي.. كيف؟

أثبت هذا الفيزيائي أن السماح بتواريخ متعددة (أو جداول زمنية متوازية) يمكن أن يحل تناقضات السفر عبر الزمن (شترستوك)

هل سبق لك أن ارتكبت خطأ تتمنى التراجع عنه؟ إن تصحيح أخطاء الماضي هو أحد الأسباب التي تجعلنا نجد مفهوم السفر عبر الزمن رائعًا للغاية، كما يتم تصويره غالبًا في الخيال العلمي باستخدام آلة الزمن، لكن هل السفر عبر الزمن ممكن حقًا في كوننا أم أنه مجرد خيال علمي؟ سؤال طرحه عالم الفيزياء باراك شوشاني في مقال بموقع سانيس ألرت.

يقول شوشاني “يأتي فهمنا الحديث للوقت والسببية من نظرية النسبية العامة إذ تجمع نظرية عالم الفيزياء النظرية ألبرت أينشتاين بين المكان والزمان في كيان واحد -“الزمكان”-، وتقدّم تفسيرًا معقدًا بشكل ملحوظ لكيفية عمل كليهما، وعلى مستوى لا مثيل له من قبل أي نظرية راسخة أخرى”.

ولعقود من الزمان حاول الفيزيائيون استخدام نظرية النسبية لمعرفة ما إذا كان السفر عبر الزمن ممكنًا، واتضح أنه يمكن تدوين المعادلات التي تصف السفر عبر الزمن وتكون متوافقة تمامًا ومتسقة مع النسبية، لكن الفيزياء ليست رياضيات، والمعادلات لا معنى لها إذا لم تتوافق مع أي شيء في الواقع.

الحجج ضد السفر عبر الزمن

هناك قضيتان رئيسيتان تجعلنا نعتقد أن هذه المعادلات قد تكون غير واقعية، فالمسألة الأولى تتعلق ببناء آلة الزمن التي تتطلب مادة ذات طاقة سلبية، وهي مادة لا يمكنك أن تجدها موجودة حولك، ولكن من ميكانيكا الكم نعلم أنه يمكن نظريًا إنشاء مثل هذه المادة بكميات صغيرة جدًا، ولأوقات قصيرة جدًا.

ومع ذلك، لا يوجد دليل على استحالة تكوين مادة غريبة بكميات كافية، كما يمكن اكتشاف معادلات أخرى تسمح بالسفر عبر الزمن دون الحاجة إلى هذه المادة الغريبة.

والقضية الرئيسة الأخرى هي أن السفر عبر الزمن يتعارض مع المنطق، وخاصة مفارقات السفر عبر الزمن واتساق الأحداث.

إزالة المفارقات

هناك مفهوم خاطئ شائع في الخيال العلمي مفاده أنه يمكن “إنشاء” المفارقات، وعادةً ما يتم تحذير المسافرين عبر الزمن بعدم إجراء تغييرات كبيرة على الماضي، وتجنب مقابلة ذواتهم السابقة لهذا السبب بالتحديد.

لكن في الفيزياء، التناقض ليس حدثًا يمكن أن يحدث بالفعل، لأنه مفهوم نظري بحت يشير إلى تناقض في النظرية نفسها. بعبارة أخرى، لا تعني مفارقات التناسق مجرد أن السفر عبر الزمن مسعى خطير، بل يعني أنه ببساطة أمرًا مستحيلًا.

وكان هذا أحد دوافع عالم الفيزياء النظرية ستيفن هوكينغ لصياغة تخمينه الخاص بحماية التسلسل الزمني، والذي يقول إن السفر عبر الزمن يجب أن يكون مستحيلًا، لكن هذا التخمين غير مثبت حتى الآن.

وعلاوة على ذلك، سيكون الكون مكانًا أكثر تشويقًا إذا استطعنا بدلًا من القضاء على السفر عبر الزمن بسبب المفارقات القضاء على هذه المفارقات نفسها.

وتعد إحدى المحاولات لحل مفارقات السفر عبر الزمن هي تخمين الاتساق الذاتي لعالم الفيزياء النظرية إيغور دميترييفيتش نوفيكوف الذي ينص بشكل أساس على أنه يمكنك السفر إلى الماضي، ولكن لا يمكنك تغييره.

ووفقًا لهذا العالم “إذا حاولت تدمير آلة الزمن الخاصة بي لمدة خمس دقائق في الماضي، فسوف أجد أنه من المستحيل القيام بذلك. ستتآمر قوانين الفيزياء بطريقة ما للحفاظ على الاتساق”.

إدخال تواريخ متعددة

إذن ما الهدف من العودة بالزمن إلى الوراء إذا لم تستطع تغيير الماضي؟ يقول الفيزيائي شوشاني “يُظهر عملي الأخير -جنبًا إلى جنب مع طلابي جاكوب هاوزر وجاريد ووغان- أن هناك مفارقات في السفر عبر الزمن لا يستطيع تخمين نوفيكوف حلها، وهذا يعيدنا إلى المربع الأول، لأنه إذا لم يكن بالإمكان القضاء على مفارقة واحدة، فإن السفر عبر الزمن يظل مستحيلًا منطقيًا.

لكن ليس هذا هو المسمار الأخير في نعش السفر عبر الزمن وفقًا لهذا الفيزيائي الذي يقول إنه أثبت هو وفريقه أن السماح بتواريخ متعددة (أو جداول زمنية متوازية) يمكن أن يحل التناقضات التي لا يمكن لتخمين نوفيكوف أن يفعلها.

يقول “الفكرة يسيرة جدًا. عندما أخرج من آلة الزمن، أخرج إلى جدول زمني مختلف حيث يمكنني أن أفعل ما أريد، بما في ذلك تدمير آلة الزمن دون تغيير أي شيء في الجدول الزمني الأصلي الذي أتيت منه، نظرًا لأنني لا أستطيع تدمير آلة الزمن في الجدول الزمني الأصلي، وهو الجدول الزمني الذي استخدمته بالفعل للسفر عبر الزمن، فلا يوجد تناقض”.

يقول شوشاني “بعد العمل على مفارقات السفر عبر الزمن خلال السنوات الثلاث الماضية، صرت مقتنعًا بشكل متزايد أن السفر عبر الزمن ربما يكون ممكنًا، ولكن فقط إذا كان عالمنا يسمح بتعايش تواريخ متعددة”.

ويضيف “أنا وطلابي نعمل حاليًا على إيجاد نظرية ملموسة للسفر عبر الزمن لها تواريخ متعددة تتوافق تمامًا مع النسبية العامة. بالطبع، حتى لو تمكنّا من إيجاد مثل هذه النظرية فلن يكون هذا كافيًا لإثبات أن السفر عبر الزمن ممكن، ولكنه سيعني على الأقل أن السفر عبر الزمن لا يتم استبعاده من خلال مفارقات الاتساق”.

المصدر : ساينس ألرت