بلا طعام أو مأوى.. ملايين النازحين السوريين يستقبلون رمضان في العراء (فيديو)

ما إن انتهت موجات البرد والثلوج حتى جاء الشهر الكريم ليعمق العوز مأساة النازحين في الداخل السوري (سند)

انتهت موجات الشتاء والبرد القارس في سوريا وأخذت معها خيام النازحين، الذين ينتظرون حلول شهر رمضان الكريم في العراء.

ويستقبل النازحون في مخيم السكة شمال إدلب شهر الصيام بلا مأوى ولا طعام ولا ماء صالح للشرب.

وبينما يزيّن المسلمون في بقاع الأرض منازلهم احتفاء برمضان، يربط النازحون بين رُقع الخيام المتبقية ويصنعون منها مأوى.

ويجمع الصغار أغصان الشجر ويُعدّها الكبار لإشعال النار، لا للشوي عليها أو التحلق حولها في ليلة سمر رمضاني، إنما لإشعار أجساد صغارهم النحيلة ببعض الدفء.

لم تسعف الكلمات إحدى النازحات المسنات في المخيم لتعبّر عن حجم المعاناة التي تعيشها، فحاولت أن تصفها لكاميرا الجزيرة مباشر بقولها “حالتنا لآخر درجة. آخر الصفر”.

لم تعبّر العجوز عن اليأس وقلة الحيلة لأجلها، بل لأجل أحفادها الصغار، واعتبرت أنهم الأكثر تضررًا.

وأكدت “لا نملك إلا رحمته ومعيشتنا ضعيفة الحال”، بينما التفّ أحفادها حولها بينما تعدّ لهم حطبًا للتدفئة.

وقالت إن خزينهم لشهر رمضان يحوي حبات برغل وأرز.

يعلم نازح آخر أن شهر رمضان الكريم على الأبواب، لكنه قال للجزيرة مباشر إنه لم يجهز شيئا.

بينما تعلم أم نازحة كيف ستنوّع مائدة الإفطار بالزيت والزعتر وحبات زيتون، لكن الخبز سيغيب عنها.

وتحدث نازح آخر للجزيرة مباشر بحسرة عن أيامه التي عاشها في منزله بين أهل ضيعته قبل الحرب عندما كانوا يساعدون بعضهم ويتعاونون على المعيشة.

وعبّر رب الأسرة عن أمله “لم نكن ننسى بعضنا، لكن رمضان كريم وفضل الله لن ينسانا”.

تصل المساعدات الغذائية إلى بعضهم فيما تُحجب عن آخرين لتتشابه أيام الصوم والإفطار لديهم ويلازمهم الجوع والعطش للعام 12 على التوالي.

ويقضي ملايين النازحين السوريين في المخيمات المهترئة التي لم يجف الوحل فيها بعد، عقب أمطار وثلوج غزيرة حولتها إلى بِرك.

ويعاني هؤلاء أشد أنواع الهوان لتوفير متطلبات الحياة لأطفالهم.

المصدر : الجزيرة مباشر