حنينه أنعش تراث بلاد الرافدين.. فنان عراقي يعيد إحياء فن الخزف بأمريكا

حاملًا التراث المعماري الطيني من بوابة عشتارالبابلية إلى فنون خزف العصور الإسلامية في قصور وحارات بغداد العريقة وصولًا إلى أمريكا، أحيا “أوس الجد” فنًا عربيًا تمتد جذوره إلى أكثر من سبعة آلاف عام هي عمر فن الخزف العراقي.

أوس من مواليد عام 1972، تخرج من معهد الفنون للتراث ببغداد عام 1991 ويعيش في الولايات المتحدة منذ عام 2005، وهو ابن الحضارة الطينية، حضارة العراق أرض الرافدين.

يقول أوس الجد “إن علاقتي بالطين والخزف ممتدة منذ تخرجي من معهد الفنون للتراث الشعبي في بغداد، في عام 1991 وحتي الآن، فهو الصديق الذي يشعر بك في كل حالاتك الحزن، الغضب، الفرح والراحة”.

ويضيف للجزيرة مباشر “الخزف الطيني رفيق دربي وهو غذائي الروحي لا أسطيع تركه، يتحملني في كل نزاعاتي، يشعر بك فتستطيع تطويعه ليخرج معبرًا عن مشاعرك”.

أبداع خزفي من أعمال الفنان العراقي

حنين إلى التراث

من حوالي 5000 سنة أُنتج في العراق أول فخارية وأول إناء احتاج إليه الإنسان في بيئته ليستخدمه ثم تحول هذا الاحتياج إلى إبداع فني.

والفخار مكون طيني، فإذا أضاف الفنان إليه الزجاج تحول إلى خزفي، والحضارة الأسلامية العراقية مثلت قمة الإبداع الخزفي عبر تاريخ فن الخزف العراقي.

استخدم العراقي أدوات البيئة المتاحة الطين في مراحله الأولى لينتج أدوات يحتاجها مثل الأوني الفخارية فنحتها واستخدمها، وفي العصر الأسلامي مزج الطين إلى الزجاج فصنع أزهي فن إسلامي يعيش حتى الأن.

يقول الفنان العراقي “إننا نعشق تراثنا ونحمله معنا أينما ذهبنا فنعمل على توظيفه في أماكن السكن أو العمل نزين به حياتنا سواء في المنازل او المطاعم او المقاهي فيستخدمون الخزف ليعطي انطباعًا بهذا المكان: عراقي، مصري، أو سوري”، معبرًا عن فخره بتراث بلاده العريق كما أنه يعبر عن الانتماء.

أثناء العمل

تشكيل الخزف

عن مراحل عمله يقول الفنان العراقي إنها كثيرة جدًا ومتداخلة، تبدأ من تحديد الرسم أو الشكل الذي تريده لتحدد بعد ذلك نوع الطين الذي تستخدمه فهناك طين أحمر وآخر أبيض والمزج أيضًا بين ألوان الطين، ثم مرحلة الألوان.

ويضيف “لابد من معرفة المنتج النهائي لتحديد نوعية الطين والألوان وعلاقتها بالزجاج والأكاسيد وتلك ثؤثر على الزجاج”.

اختلاف العمارة

عن اختلاف الإحساس من عمارة لأخرى قال أوس إن الطينة المستخدمة تحدد هذا الإحساس الذي سوف يصل إلى الجمهور وكذلك الشكل فمثلًا (الشانشور) الشبابيك في البصرة تختلف عنها في بغداد عن تلك التي في كربلاء، وهذا يتغير من شخص لآخر فلابد من تحديد بيئة طالب الزخرفة وكذلك تراثه ليحوز العمل على رضاه.

المصدر : الجزيرة مباشر