التطبيع مع الاحتلال .. ضرورة أم خيانة؟ (فيديو)

اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية (رويترز)

قال أستاذ الفقه الإسلامي وأصوله بالجامعة الإسلامية في غزة الدكتور محمد سليمان الفرا إن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي “دنس وهو حرام، وخيانة لله ورسوله، وطعنة في ظهور الفلسطينيين”.

وعن هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع الاحتلال، قال الفرا للجزيرة مباشر: “التطبيع في أصل اللغة العربية يأتي بمعنى التدنيس، وكأن الله تبارك وتعالى لم يوفق الذين طبعوا مع الاحتلال إلا لاستخدام هذه المفردة “التطبيع” للدلالة على أن الذي وقعوا فيه دنس”.

وأضاف: “التطبيع هو جعل ما ليس طبيعيا طبيعيا، فالطبيعي فيمن يحتل أرضي ويدنس مقدساتي ويقتل أجدادي ويأسر إخواني وأبنائي أنه عدو لأن الله تبارك وتعالى هو الذي قال “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا”.

وتابع: ” اليهود هم الذين اعتدوا على أرضنا وقاتلونا وانتهكوا حرماتنا واستحلوا محرماتنا ودنسوا مقدساتنا وأسروا شبابنا وحرائرنا وبناتنا، وعليه فالتطبيع قائم على أن تجعل ما ليس طبيعيا طبيعيا.

حرام وخيانة لله ورسوله

وقال: “الطبيعي في علاقتنا مع اليهود أنهم محتلون وإذا كانوا محتلين فالواجب علينا أن نقاتلهم وأن نقاومهم “وأخرجوهم من حيث أخرجوكم”.

وأضاف: ” الدول التي تطبع مع الاحتلال إنما تجعل الطبيعي في علاقتنا بالمحتل الذي أخذ أرضنا أنه عدو مسالم له حق في الأرض، تقيم معه علاقات اقتصادية وثقافية وأمنية وسياسية وعسكرية ورياضية وفنية وغير ذلك، وهذا كله حرام وخيانة لله ورسوله، بل خيانة لأمانة الأمة، وقد قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون”.

يطعنوننا في ظهورنا

وتابع: “بل إن هؤلاء الذين يطبعون مع الاحتلال إنما يطعنوننا في ظهورنا لأننا نحن نقاتل عدوا ولا نقاتل صديقا، فكيف يصورون عدونا الذي يقصف بيوتنا ويدمر مساكننا ويقتل أبناءنا وبناتنا وشيبنا وشبابنا ونساءنا كيف يصورونه على أنه صديق حميم له حق الإقامة على هذه الأرض؟ ليس لهم حق”.

وعن قول البعض إن التطبيع هو لمصلحة فلسطين قال: “أما قول البعض إن هذا التطبيع إنما هو لمصلحة فلسطين ولأجل القضية الفلسطينية أقول لهم باختصار لا يجوز الوضوء بالماء النجس”.

فلسطين لا تخدم بالتطبيع

وأضاف: ” قضية فلسطين قضية طاهرة، وكما أن الصلاة عمود الدين لا يتوضأ لها بماء نجس، فإن فلسطين لا تخدم بالتطبيع”.

وتابع: “القاعدة الفقهية بل القاعدة الأصولية التي اتفق عليها علماء الإسلام قديما وحديثا أن الله تبارك وتعالى تعبدنا بالوسائل كما تعبدنا بالمقاصد فالمقاصد الشريفة لا يجوز أن يتوصل إليها إلا بوسائل نظيفة، والتطبيع ليس من الوسائل النظيفة ولذلك لا يجوز لدولة ولا لنظام ولا لكاتب ولا لمفكر ولا لأكاديمي أن يدافع عن التطبيع أو أن يدعو له أو أن يدعي زورا وكذبا بأن هذا التطبيع يمكن أن يكون من مصلحة الفلسطينيين”.

وختم حديثه بقول: “الفلسطينيون ليسوا بحاجة إلى وصاية من أحد، وهم يعلمون يقينا ما الذي ينفعهم وما الذي يضرهم بل إن الله تبارك وتعالى هو الذي قال في كتابه “ومن يتولهم منكم فإنه منهم”.

المصدر : الجزيرة مباشر