“عندما ترى طفلا يموت”.. ماذا قال مخرج فيلم “عنبر الجوع” المرشح لجائزة أوسكار عن اليمن؟ (فيديو)
قال الأمريكي سكاي فيتزجيرالد مخرج الفيلم المرشح لجائزة أوسكار عن اليمن “عنبر الجوع”، إن هناك جرائم حرب ترتكب يوميا في اليمن وتسبب موت الأطفال، والحصار يمنع الناس من مغادرة البلاد للحصول على العلاج.
وعن هدف الفيلم، قال المخرج الأمريكي في لقاء خاص مع الجزيرة مباشر إن “أحد الأمور التي أردت أن أفي بها مرتبط بالابتعاد عن الأرقام والأخبار الرتيبة العادية، فعندما تتحدث الأخبار عن عدد من الأطفال يتضورون جوعًا، فقد شعرنا بالخطر بسبب هذه الأخبار المتكررة وبسبب طول النزاع”.
لقاء خاص مع المخرج #سكاي_فيتزجيرالد حول فيلمه المرشح لجائزة #أوسكار عن #اليمن " #عنبر_الجوع "@ajmhashtag pic.twitter.com/5X4jTdBFjj
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) April 17, 2021
وأضاف “استطعت أن أنحي ذلك جانبًا وأن أصل من خلال الفيلم إلى الإنسان، فإذا ما ذهب المرء إلى إحدى تلك العيادات فإن الأمر سيكون مختلفًا”.
وتابع فيتزجيرالد “عندما ترى طفلًا يموت ويأتي شخص يحاول إنعاشه فإن ذلك يؤثر على من يشاهد ذلك المشهد ويمكن أن يلمس شغاف القلب، وهذا ما أردته من خلال التركيز على الأطفال في اليمن”.
وعن قصة الطفلة عبير التي تحدث عنها الفيلم قال المخرج “عبير فتاة عمرها 6 سنوات وزنها 15 رطلًا فقط (نحو 7 كيلوغرامات)، وكانت تعاني من مشاكل مزمنة، وكانت تتضور جوعًا ولم تستطع أن تعبر عن أحاسيسها، وكانت تلعب بالبالون”.
وأضاف “الطفل يبتسم عادة ولكنها لم تفعل ذلك، شاهدت ذلك شخصيًا مع عبير وأسرتها، وغادرت المشهد وأنا أشعر أن هناك مسؤولية يجب أن أضطلع بها لأنقل قصة عبير وأسرتها للبشر على نطاق واسع”.
وتابع “بالنسبة لي الطفل يجب أن يكون طفلًا ولا يجب أن يكون هناك طفل سني أو شيعي أو جمهوري أو ديمقراطي، ومن مسؤولية الأسرة الدولية بأسرها أن تستحدث بيئة يمكن للأطفال جميعهم أن يعيشوا بأمان من دون اختراق لمشاعرهم”.
صمود
وعن العاملين في مجال الرعاية الصحية وما قدمه من نماذج لهم، قال فيتزجيرالد “مكية وعايدة كانتا تعملان لفترة طويلة مع الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية شاهدتا المجاعة، ولعبا دورًا أساسيا بصمودهما”.
وأضاف “استمرتا حتى اليوم لتقوما بإنقاذ حياة الأطفال رغم التحديات التي واجهتهما وشح الموارد وغياب الرواتب وصعوبة نقل المريض من مكان إلى آخر، ورغم تلك الصعوبات استمرتا بعملهما، واعتقدت أنني يجب أن أسلط الضوء على هذه القصة”.
وردًا على سؤال: كيف يمكن تسليط الضوء على ملف اليمن؟ أجاب المخرج “هناك إرهاق فيما يخص التعاطف مع اليمن بسبب عظم الكارثة، و”عنبر الجوع” لا يتحدث عن تقارير إخبارية وإنما يتحدث عن تفاصيل تنفطر لها القلوب وتلمس شغافها ليقول بلغ السيل الزبى، وكفى”.
وأضاف “ما يحدث في اليمن هو جريمة حرب، فالمادة 14 من اتفاقية جنيف توضح أن التجويع أمر ممنوع في القتال وأنه يرتقي إلى جريمة حرب”.
وتابع “هناك جرائم حرب ترتكب يوميًا في اليمن وتسبب موت الأطفال بسبب تدخل التحالف وأمريكا حيث جعلا الحصار مستدامًا ومنعا الناس من الخروج من البلاد للحصول على العلاج”.
واختتم فيتزجيرالد حديثه بالقول “في مستشفى الصداقة توفيت طفلة لأن أمها لم تستطع توفير العلاج لها نتيجة الحصار، يجب أن نسمي الأمور بمسمياتها ويجب على الوضع الراهن أن يتغير”.
عنبر الجوع
يذكر أن فيلم عنبر الجوع (Hunger Ward – 2020) يصور يوميات المجاعة في اليمن، حيث تجولت عدسة المخرج في اثنين من مراكز الرعاية الصحية في اليمن عام 2018.
وتتبع المخرج اثنتين من العاملات في مجال الرعاية الصحية هما الطبيبة عايدة الصديق، والممرضة مكية مهدي في محاولاتهما إنقاذ حياة الأطفال الجائعين.
وتهدد المجاعة في اليمن أكثر من نصف السكان، وقالت الأمم المتحدة إن حوالي 16 مليون مواطن في اليمن يعانون الجوع، وحذر مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة مارك لوكوك في فبراير/شباط الماضي من أن 5 ملايين من هؤلاء على شفا المجاعة.
وأوضحت معلومات الأمم المتحدة أن حوالي 80 % من اليمنيين يحتاجون للمساعدة وأن 400 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد.
وكانت مجلة (إيكونومست) البريطانية قالت إن اليمن احتل المركز 113 وهو المركز الأخير في قائمة مؤشر الأمن الغذائي لعام 2020.