غضب في مصر عقب انتحار موظف بمقر عمله.. وزملاؤه: “لو دخلنا الحمّام نتفصل” (فيديو)

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، الأحد، بمنشورات تطالب بحق الموظف المصري نور عاشور الذي أنهى حياته بالقفز من أعلى المبنى الخاص بمقر عمله في حي التجمع الخامس بالعاصمة القاهرة.

وكشف زملاء عاشور وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الأسباب “المأساوية” التي دفعت الرجل المصاب بمرض السكري إلى إنهاء حياته بهذه الطريقة وخلال ساعات دوامه في الشركة، وقالوا إن “بيئة العمل القاسية وسوء معاملة المديرين لا سيما تعنت مديره المباشر” وراء انتحاره.

ويعمل عاشور في شركة متعددة الجنسيات تدعى (تيلي بيرفورمانس Teleperformance) وهي شركة دولية تقدم خدمات خدمة العملاء (كول سنتر) لعدد من الشركات العالمية، وتشتهر في مصر بأنها تمنح رواتب أعلى من نظيراتها لكن بفرض بيئة عامة شديدة القسوة، حسب وصف عدد من العاملين الحاليين والسابقين.

 

وتصدّر اسم الشركة محرك بحث غوغل في مصر عقب انتحار عاشور وخروج زملائه عن صمتهم بشأن ملابسات الوفاة.

نظام الكروت

وكان انتحار عاشور “القشة” التي دفعت موظفي الشركة إلى الخروج والإفصاح عن بيئة العمل بداخلها دون خوف أو تردد، وعلى رأسهم الموظفة روشان البغدادي التي كانت شاهدة عيان على حادثة الانتحار وإلقاء عاشور بنفسه من الطابق الثالث لمقر الشركة.

وفي مقطع مصور على فيسبوك، ثم مداخلة مباشرة في برنامج (الحكاية) مع الإعلامي المصري عمرو أديب، فضحت روشان طبيعة العمل داخل الشركة، التي أدت إلى انتحار زميلها نور عاشور.

وقالت روشان إن الشركة تعمل بنظام “غير متعارف عليه أبدًا وغير إنساني يسمى نظام الكروت” وأشارت إلى أن المديرين يتعاملون مع الموظفين باعتبارهم “عبيدًا” يضغطون عليهم فقط لتحقيق أرقام المبيعات المطلوبة، دون النظر إلى حقوقهم الإنسانية حتى أبسطها المتمثلة في دخولهم دورات المياه.

وأضافت “يملك المديرون صلاحية معاقبتك باستخراج كارت يبدأ بالأصفر وينتهى بالأسود، وهو ما يعني أنه تم رفدك (فصلك) وهو الكارت الذي تم إبلاغ عاشور بحصوله عليه قبل إقدامه على الانتحار”.

 

وحمّلت روشان المديرين في الشركة مسؤولية وفاة زميلها وسوء الحالة النفسية لجميع العاملين فيها، التي قد تجعلهم يقدمون على الانتحار حتى خلال ساعات دوامهم داخل مقر الشركة.

وتابعت “ما حدث رسالة لكل شخص. عواطف الناس مش لعبة في إيديكم. الولد نزل الشغل مرجعش لأهله. كل ده عشان تحقق أرقامك وتكون أحسن مدير. إحنا مش عبيد”.

 

وأشارت الموظفة إلى أن المدير لا بد أن يقف بجانب موظفيه، وتابعت “ربنا هيسألكم عن الأرواح اللي بتروح بيتها كل يوم مكتئبة عشان فاكرين إنك مدير ناجح عمرك ما هتكون مدير ناجح والناس بتروح بتعيط من تعسفك وجهلك ومرضك”.

وأكدت أن الشركة لم تنشر نعيًا للموظف، وقالت “حسبي الله ونعم الوكيل، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، وصلنا إننا حتى مش عاوزين ننعي الراجل”.

 

وكشفت منشورات لعاملين آخرين في الشركة وعدد من مستخدمي فيسبوك التفاصيل المباشرة التي سبقت واقعة الانتحار، وحمّلت مديرًا بعينه المسؤولية عن وفاة نور عاشور.

وقال بعضهم إن ذلك المدير معروف بسوء معاملته للموظفين وعدم مراعاته لأي معايير إنسانية.

 

وكتب حساب لشخص يُدعى حسن أيوب أن عاشور كان مدينًا بمبلغ بسيط هو 15 ألف جنيه مصري (نحو ألف دولار) وتم فصله بمنحه كارتًا أسود قبل أيام من حصوله على العلاوة الخاصة به، التي كان سيعتمد عليها لسداد الدين.

وكشف أن السبب الرئيسي وراء فصله هو “دخوله المستمر إلى الحمام” لأنه مصاب بمرض السكري، وفقًا لتصريحات زملاء له.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وسائل إعلام مصرية