كيف يتعلم الطفل الكلام وما هي علامات تأخر النطق؟

الأهم بحسب المتخصصين هو التحدث إليه بشكل متكرر ومنتظم (غيتي)

ينتقل الأطفال حديثو الولادة من البكاء إلى الثرثرة غير المفهومة خلال الأشهر القليلة الأولى من حياتهم، وقد يلاحظ الآباء أن أطفالهم يقلدون الأصوات أو الضوضاء من حولهم، وهذه علامة أن الطفل يستمع ويتعلم.

ويمكن للأطفال التقليد لأن أول مكون لغوي ينتبهون إليه هو اللحن ويختبر الطفل هذه المهارة بأحاديثه المغناة وهي المرحلة الأولى من تطور اللغة وأنه يستعد للكلام.

كيف يتعلم الأطفال اللغة؟

على الرغم من أنك لا تجلس وتعلم طفلك كيفية الكلام إلا أن هناك أشياء يمكنك القيام بها لمساعدته على تطوير اللغة، والأهم بحسب المتخصصين هو التحدث إليه بشكل متكرر ومنتظم.

ووجدت دراسة نُشرت في المجلة الطبية (سيكولوجي ساينس) أن الأطفال الذين قضى آباؤهم وقتًا أطول في التحدث والتفاعل معهم لديهم مفردات أكثر من غيرهم، وحددت الدراسة بأن الأمر يعطي نتيجة بتفاعل الكبار مباشرة مع الأطفال وليس عندما يسمع الأطفال اللغة.

ينصح المختصون بعدم ترك الأطفال أمام الأجهزة الإلكترونية لأوقات طويلة
قراءة قصة قصيرة أفضل من ترك الأطفال أمام الأجهزة الإلكترونية (غيتي)

وأوصت مجلة (فيري ويل فاميلي) بسرد يومك أثناء الإشارة إلى الأشياء وتسميتها، وهي واحدة من الطرق الجيدة للتعود على التحدث إلى الطفل الصغير.

وقالت إن القراءة بصوت عالٍ لطفلك منذ ولادته هي طريقة أخرى للتأكد من أنك تمكنه من اللغة، وقد أكد أخصائيون أن قراءة الكتب على مسمع الطفل في مرحلة الطفولة تمكنه من مفردات أكثر في سنوات ما قبل المدرسة.

أهمية اللحن

يقول أخصائي أمراض النطق واللغة شيلبي ستانغل إن اللحن مهم لاكتساب اللغة إذ يبدأ الأطفال بتقليد نغمات لغتهم الأم خلال الأشهر الستة الأولى من حياتهم.

ويمكن للأطفال الصغار التعرف على إيقاع ونغمة لغتهم عند تقديمهم بالعديد من الألحان اللغوية قبل فترة طويلة من تمكنهم من فهم الكلمات أو نطقها.

وينصح  ستانغل بتسهيل الكلام مع الطفل عبر استخدام لحن معين حتى يتمكنوا من البدء في تجربتها بأنفسهم.

واستطرد الأخصائي بأن الأمر غريزي لدى الآباء إذ يكون كلامهم للطفل مليئا بإيقاعات وألحان مختلفة، وهذا هو ما يفهمه الأطفال.

وتظهر الأبحاث أن الأطفال يربطون معاني الكلمات بسهولة أكثر عندما يستخدم الكبار اللحن مقابل الكلام الموجه للبالغين.

إنذار التوحد

يعتبر الأخصائيون أن التركيز في الأحرف المتقطعة التي يكررها الطفل خلال 6 أشهر الأولى من حياته قد تبين إن كان سيواجه مشكلة في المستقبل، وإذا كان الرضيع لا يسجل أي تقدم فقد يشير ذلك إلى اضطرابات الكلام أو اللغة في المستقبل.

اكتشف الباحثون أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم أنماط بكاء مختلفة عن المعتاد منذ الشهر الأول.

وقالت أخصائية علم النفس العصبي للأطفال سارة ألين “يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في نطق تلك الأحرف التي يكررها باقي الأطفال”.

بكاء الطفل قد ينذر بإصابته بالتوحد (أرشيفية)

وأوضحت الأخصائية بأنهم “لا يقلدون الآخرين بشكل طبيعي في السلوك أو الإيماءات الاجتماعية أو النغمة، فغالبًا ما يكون لأصواتهم صوت غناء ويواجهون صعوبة في فهم اللغة”.

وأشارت بعض الدراسات إلى وجود اختلافات في البكاء بين ذوي النمو الطبيعي والأطفال المصابين بالتوحد لكن الأخصائيين لم يتمكنوا بعد من تشخيص اضطرابات الكلام أو اللغة في هذه المرحلة المبكرة.

المصدر : الجزيرة مباشر