هل سرعة البديهة مهمة في العمل؟ وكيف يكتسبها المرء؟

صورة أرشيفية (غيتي)

لا يتمتع الجميع في العمل بالقدر نفسه من سرعة البديهة، فهناك أشخاص قادرون على قول ما هو صحيح بصورة دائمة، وهناك بعض آخر يهمسون متفاجئين عندما يتعرضون لبعض المواقف.

وبينما يستخدم بعضهم عبارات مثل “دعني أوضح لك”، يظل آخرون صامتين.

لكن زابينه التنا وهي صحفية سابقة تقوم بتدريب الأشخاص على حسن التصرف ومواجهة المواقف بذكاء، تقول إن الجميع يتمتعون بسرعة البديهة، لكن “ذلك لا يحدث دائما عندما تكون هناك حاجة ضرورية له”.

وتضيف أنه يمكن لمعظم الأشخاص أن يعطوا ردا جيدا بعد فترة من الوقت.

بدوره، يقول المدرب ماتياس نويلكه إن تمتع المرء بسرعة البديهة هو أمر مهم جدا في العمل، موضحا أن الأمر “يتعلق بقول شيء ما، وليس مجرد الجلوس في صمت”.

وبحسب المدربين، من الممكن أن تساعد الأساليب التالية المرء على حسن التصرف خاصة في المواقف المزعجة:

أولا: قل شيئا

من المهم أن يقول المرء شيئا وألا يلتزم الصمت في المواقف الصعبة، ويقول نويلكه “لا يجب أن يكون ما سيقال هو أمر رائع أو مضحك، فسرعة البديهة تبدأ بمعدلات صفرية”.

لذلك من الممكن في البداية أن يقول المرء ببساطة “لا يمكنني التفكير فيما يجب أن أقوله” أو “لا أعلم ما الذي ترغب في الوصول إليه”، إذ إن ذلك يمنح المرء إحساسا بالأمان.

ثانيا: كن مفسدا للبهجة

بحسب نويلكه، إذا استمر أعضاء فريق العمل أو المدير في التعامل مع المرء بذكاء، يمكن للشخص استخدام بعض العبارات المفسدة للبهجة مثل “إنه أمر جيد بالنسبة لك” أو “أنت من يفعل ذلك وليس أنا” أو “حسنا، إذا كنت تريدها كذلك”، فالتمسك بعبارات كهذه يفسد متعة أولئك الذي “يعلمون كل شيء”.

ثالثا: الترجمة

وتعمل هذه التقنية على النحو التالي: أن يتظاهر المرء بأنه مترجم يقوم بترجمة لغة أجنبية، فعلى سبيل المثال إذا سخر شخص ما مما يرتديه، فمن الممكن قول عبارة مثل “هل تقصد أن سترتي لا تعجبك؟”، إذ إن دور المترجم هو إعادة نص المحادثة إلى المستوى الواقعي.

رابعا: الرد المضاد

يقول نويلكه إنه من الممكن استخدام هذه الحيلة للرد على التلميحات أو الأحكام الخاطئة، وعلى سبيل المثال في حالة التلميح بأن الشخص صغير في السن ولديه خبرة قليلة جدا بالنسبة للوظيفة، فمن الأفضل رفض ذلك والتصحيح للشخص الآخر، مع الحفاظ على الاختصار، ويمكن على سبيل المثال الرد على ذلك بالقول “هذا رأيك. في الحقيقة، أحضرت مجموعة جديدة من الآراء الخاصة بالمشروع”.

ساعات العمل الطويلة تنذر باضطراب في ضربات القلب والزهايمر (دويتش فيله)

خامسا: الصورة الكبيرة

بحسب ألتنا فهذا هو المكان الذي يتم فيه وضع تعليق الشخص الآخر في منظوره الصحيح، فالتفاصيل التي ينتقدها الشخص الآخر كونها “مكلفة للغاية، وليس لدينا موارد كافية لذلك”، يمكن تحويلها إلى هدف بمستوى أعلى وعلى مدى أطول.

ويمكن الرد على ذلك بالقول “نعم، بالطبع إنها مكلفة ماديا وما نريد تحقيقه هو زيادة كبيرة في درجة رضا الموظفين”.

وينصح الخبراء بالربط بين الجمل بحرف “و” بدلا من “لكن”، التي تأتي بوصفها أقل أهمية.

سادسا: المفاجأة

إذا حاول شخص ما مهاجمة الشخص الآخر بصورة شخصية، قائلا مثلا “أنت قصير، أليس كذلك!”، أو “هل مكتبك يحظى دائما بهذا القدر من الفوضى؟”، فمن الممكن ببساطة أن يتفق المرء معه قائلا “صحيح”، أو “قطعا”، أو حتى “أنا متأكد أنك يمكنك التعود على ذلك”، وذلك لأن معظم الناس يميلون إلى التبرير والدفاع عن أنفسهم بدلا من الاتفاق مع الرأي الآخر في مثل هذه المواقف.

سابعا: اطرح سؤالا

إذا كان المرء لا يستطيع التفكير في أي شيء ليقوله بصورة تلقائية، فمن الممكن أن يطرح سؤالا، مثل “ما الذي تفهمه بالضبط من خلال هذا الأمر؟” أو “ما فهمك لهذه القضية؟” أو “ما فكرتك عن هذا الشيء؟” أو “ما الذي تحتاجه من أجل القيام بهذا؟”، إذ إن ذلك يساعد في كسب مهلة من الوقت، مما يزيد من فهم الموقف.

ثامنا: الارتباك

يمكن إرباك الطرف الثاني في الحوار بقول شيء يبدو ذكيا، ولكن لا يقول شيئا بشأن الهجوم أو الانتقاد وليس له علاقة بذلك. ومن الممكن أن يشمل ذلك عبارات ليس لها معنى، وتقول ألتنا إن “المجهول يخلق الارتباك”، والمفتاح هو الحفاظ على وجه واثق والتحدث ببطء والتوقف أثناء الحديث.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات