الثعلب الطائر.. خفاش مرعب بحجم الإنسان يثير ضجة فما حقيقته؟

الخفاش العملاق نباتي ولا يأكل سوى الفاكهة
الخفاش العملاق نباتي ولا يأكل سوى الفاكهة

تعيش الخفافيش في جميع أنحاء العالم تقريبًا، لكن بعض أجزاء كوكبنا تحوي نوعا كبيرا منها يسمى “الثعالب الطائرة”، انتشرت صورة له مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي.

حيث نشر أحد الأشخاص الصورة على تويتر في أواخر يونيو/حزيران الماضي قائلا: “تتذكرون عندما قلت لكم أن الفلبين لديها خفافيش ضخمة بحجم الإنسان؟ حسنا، هذا ماكنت أتحدث عنه”.

وتظهر الصورة خفاشا عملاقا من نوع “الثعلب الطائر ذو التاج الذهبي العملاق”، وهو خفاش كبير يأكل الفاكهة ويعود أصله إلى الأرخبيل الآسيوي.

https://twitter.com/AlexJoestar622/status/1275653432897126401?ref_src=twsrc%5Etfw

وكانت قد نُشرت هذه الصورة قبل سنتين على موقع “ريديت”، عندما قال أحد المدونين الفلبينيين إنه رأى أحد هذه الحيوانات الجميلة في الفناء الخلفي لمنزله.

لكن المنظور المستخدم لهذه اللقطة الخاصة بالخفاش تجعله يبدو أكبر بكثير مما هو عليه – فالثعالب الطائرة هي بالتأكيد ليست بحجم الإنسان، ففي حين أن أكبر أنواعها يصل جناحيها إلى طول 1.7 متر، فإن أجسامها صغيرة جدًا، بالكاد تمتد إلى طول 30 سم.

ليس هناك شك في أن الخفاش حقيقي، حتى أن مستخدم “ريديت” نشر صورة أخرى من زاوية مختلفة أثناء تثاؤب الخفاش عند استيقاظه من سبات النهار؛ فالثعالب الطائرة عادة ما تنشط في الليل أو وقت الغروب.

ويعد “الثعلب الطائر ذو التاج الذهبي العملاق” أحد أكبر أنواع الخفافيش في العالم، وينتمي إلى عائلة الخفافيش العملاقة (megabats) التي تعيش في مناطق متفرقة من أفريقيا والهند وآسيا وأوقيانوسيا.

ويتميز هذا المخلوق النائم بأذنيه الطويلة المدببة والوجه والرأس الشبيه بالثعلب، ولكن جميع الثعالب الطائرة تقريبًا مهددة بالانقراض في الفلبين بسبب فقدان بيئتها الأصلية وتعرضها للصيد واستخدامها كمصدر للغذاء البشري.

ورغم أن ثقافات مختلفة حول العالم تربط الخفافيش بمصاصي الدماء، فإن الثعالب الطائرة بعيدة كل البعد عن كونها وحوش متعطشة للدم ليلا. فهي في الواقع مخلوقات تتغذى على الفاكهة فقط خلال وقت الغسق والليل، ثم تنام أعلى الأشجار خلال النهار، كما أنهم يفضلون شرب رحيق الأزهار بدلًا من الدم.

والواقع أن من بين أكثر من 1300 نوع من الخفافيش الموجودة حول العالم، تتغذى ثلاثة منها على الدم فقط. 

وعلى عكس إخوانهم من الخفافيش العملاقة الأخرى، لا تنتقل الثعالب الطائرة عن طريق تحديد الموقع بالصدى، بل تعتمد على حاستي البصر والشم.

ورغم أن الخفافيش تحمل خطر الإصابة بأمراض حيوانية كثيرة، وكانت أول المتهمين بانتشار عدوى فيروس كورونا المستجد الذي أصاب الملايين حول العالم، إلا أنها مهمة للغاية بالنسبة للنظم البيئية على كوكبنا، فهي تعمل على مكافحة الآفات، وتساعد في التلقيح، وانتشار البذور، وغير ذلك الكثير، ومعظمهم لطيف جدًا أيضًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + ساينس أليرت