هل يجوز أداء صلاة العيد على غرار سينما السيارات؟

عُشاق سيارات البيتلز ينظمون نزهة أسبوعية في الأردن

في ظل الأوضاع المترتبة بسبب تفشي فيروس كورونا ومنع أداء الصلوات الجماعية ، خرجت بعض الدعوات لأداء صلاة عيد الفطر المبارك بشكل جماعي ولكن داخل السيارات.

الفكرة مفادها أن يقف الإمام على المنصة باتجاه القبلة، ويتابعه الناس بواسطة راديو السيارة أو شاشة عرض كبيرة ، وسيصلون وهم جلوس في سياراتهم، فهل تصح الصلاة على تلك الصفة قياساً على صلاة النافلة على الدابة؟
وعن ذلك يجيب الدكتور  خالد حنفي  -الأمين العام المساعد للمجلس الأوربي للافتاء ورئيس لجنة الفتوى في ألمانيا في تصريحات للجزيرة مباشر قائلا: ما  أُرجحه عدم تصحيح الصلاة على الصفة المذكورة، وعندي أن الصلاة في المسجد مع التباعد أفضل منها، والصلاة في البيوت فرادى أو جماعات أفضل منهما؛ لأنها أكثر أمانا وأسلم من الإصابة والعدوى، خاصة مع الزيادة الكبيرة في عدد من يحرصون على صلاة العيد من المسلمين، وصعوبة تنظيمهم وضبط التباعد بينهم قبل وبعد الصلاة. وأستدلُ على ترجيح عدم تصحيح الصلاة على تلك الهيئة بما يلي:

  • صلاة العيد شعيرة من شعائر الإسلام عنوانها ومقصدها الاجتماع وإظهار الفرحة بالعيد بتلك الجماعية؛ لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها في الخلاء ويترك المسجد؛ لأن المصلى أظهر للشعار، وأوسع للعدد، وأجمع للناس. وقد التفت فقهاء الحنفية لهذا المقصد فاشترطوا لها: الاجتماع، وحضور الإمام وقالوا بسقوطها إذا فُقد الاجتماع رغم أنهم يوجبونها على الأعيان، وهذا الاجتماع والشعار لن يتحقق بالصلاة في السيارات، غاية ما فيه أن كل أسرة اجتمعت في سيارة، فلتجتمع في البيت وتؤدي الصلاة بهيئتها المعروفة أسلم وأكمل.
  • صلاة العيد سنة مؤكدة عند الشافعية والمالكية، وواجب على الكفاية عند الحنابلة، ولا حرج على من تركها لسُنيتها، أو لقيام آخرين بأدائها، فلمَ التكلف والتعنّي لأدائها في السيارات؟ والتكلّف مذمومٌ شرعاً في الأحوال كلها، ويتأكد ذمه في التكاليف الشرعية كما هو معلوم.
  • إذا كانت صلاة الجمعة قد سقطت بعذر خطر الإصابة بفيروس كورونا وهي واجبة، فلأن تسقط صلاة العيد وهي سنة، أو تصلي في البيوت من باب أولى.
  • القياس على الصلاة على الدابة لا يصح؛ لأنها ستؤدى جماعة مع تعمد وتخطيط الجلوس فيها، وليس كذلك الصلاة انفراداً على الدابة، كما أن صلاة العيد لها خصوصية شعائرية تخالف فيها النوافل؛ لهذا قال الحنفية بوجوبها على الأعيان، وقال الحنابلة على الكفاية.
  • يُخشى أن تُصبح الصلاة على هذه الهيئة مثاراً للتندر والتفكّه، وأن تخرج العبادة عن معناها وقصدها، وقد تُفضي هذه الصورة المخترعة المتكلفة للعبادة إلى فتح الباب لصورٍ عبثية مخلة ومفسدة لهيئات التكاليف والأحكام المستقرة، والقاعدة المقررة: أن الأصل في العبادات التوقيف.

فمن تمكن من صلاة العيد في المسجد ـــــ إذا سُمح بفتحه ـــــ وغلب على ظنه السلامة والأمن الصحي صَلى في المسجد، ومن لم يتمكن لإغلاق المساجد أو عدم وجود مكان فيها، صلى مع أسرته جماعةً أو فرادى كما يصلي العيد عادة دون خطبة، كما ثبت عن أنسٍ رضي الله عنه حين فاتته صلاة العيد، وهو ما أفتى به المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث في دورته الطارئة الثلاثين.

لمزيد من الفتاوى
-ما هو نصاب الزكاة في الدول الأوربية؟ وهل يختلف بإختلاف الوضع الاقتصادي للبلدان؟
-لماذا حرّم الصيام على المرأة خلال الحيض والنفاس؟
–خد مسافتك….هل يحل أزمة التراويح ؟

 

المصدر : الجزبرة مباشر