يطرح غير المسلمين حول العالم أسئلة عبر الإنترنت حول الإسلام وشخصية النبي الكريم، ومن أشهر المنصات الصاعدة التي يُتداول حولها النقاشات حول الدين الإسلامي، هو موقع “كورا” Quora.
موقع “كورا” هو موقع إلكتروني أمريكي شهير، يتيح لمستخدميه طرح الأسئلة والإجابة عنها في كافة مناحي الحياة. تأسست الشركة المالكة له في يونيو 2009، وطُرح الموقع للجمهور لأول مرة في 21 يونيو 2010، لكنه انتشر بين الشباب حول العالم في السنوات الأخيرة، وبخاصة مع إطلاق تطبيقه للهواتف المحمولة.
انتشرت على موقع “كورا” أسئلة كثيرة عن شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي تبين عطشا معرفيا لدى غير المسلمين حول العالم للتعرف على شخصية نبي الإسلام، ومن بين الأسئلة المطروحة:
قال أبو بكر مشالي، مهندس ومدون، “يطرح علىَّ أحيانا غير المسلمين الذين ألتقي بهم خلال أسفاري، أسئلة عن الإسلام، ولاحظت أن استفساراتهم حول شخصية النبي الكريم، يغلب عليها الطابع الإنساني، بعيدا عن الإطار التقليدي للخطاب الديني”.
وأضاف “أتابع موقع (كورا) بصورة جيدة منذ سنوات، وأجد بعض الأسئلة عن شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم تنم عن انطباعات عدائية، ولكنها في معظمها تعكس رغبة غير المسلمين في التعرف على شخصية (محمد الإنسان) وليس (محمد النبي)، وهو المنهج الذي قد يرشد الدعاة في الغرب، لتجديد الخطاب الديني، واستخدام مداخل إنسانية في شخصية خاتم المرسلين للتعريف بدين الإسلام”.
ومن وجهة نظر متخصص، علق على النقاشات على تطبيق (كوروا)، د. علي الحلواني داعية ومحاضر بمساجد كندا وأستاذ الدراسات الإسلامية بمعهد سراج للدراسات الإسلامية في أوتوا.
وأوضح “قضيت حوالي ساعتين متصفحًا الموقع ووجدت الكثير من الأسئلة الجيدة التي تحتاج لإجابات أجود، وبعض الإجابات جيدة بالفعل إلا أن نسبتها ليست كبيرة بحسب ما تسنى لي رؤيته. كما جاءت بعض الإجابات جافة الكلمات شديدة اللغة وهي بذلك أقرب إلى إبعاد الناس عن الإسلام أكثر من تعريفهم بهذا الدين العظيم، وافتقدت إجابات أخرى إلى الدليل أو التفصيل الشارح الموضح المبين أو حسن الصياغة والتعبير، كما لجأ بعض المساهمين في الرد على الأسئلة إلى استحضار بعض المقاطع المرئية لدعاة وعلماء مشهورين للرد على الأسئلة المطروحة، وهذا أمر مندوح وجيد للغاية”.
واستدرك بقوله “إلا أن الخطر الأعظم الذي لمسته، هو تجرؤ معظم المساهمين على الفتوى بغير علم، وهذا من أخطر الأمور لحديث النبي صلى الله عليه وسلم (أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار)، فمن أقدم على الفتوى من غير تثبت ولا بحث في الأدلة – أي أنه ليس من أهلها وليس مؤهلا لها بتحصيل العلوم الشرعية المطلوبة أولًا – فقد تسبب في إدخال نفسه النار”.
وتعجب من إثارة بعض المسلمين لأسئلة شائكة، وبين أنه حري بهم أن يتوجهوا بها إلى العلماء الثقات، بدلا من التوجه بها إلى ذلك الموقع ليجيبهم غير المتخصصين.
وطالب كل من يجد في نفسه الكفاءة الشرعية واللغوية أن يصرف بعضا من وقته في تصفح هذا الموقع والمساهمة في الإجابة عن أسئلة السائلين عله بذلك يساعد من كان يرغب في الاهتداء أو يصحح مفهوما مغلوطا أو معلومة غير صحيحة أو غير دقيقة، وعليه أن يحتسب الأجر والثواب عند الله عز وجل كي لا تترك الساحة – لكل من هب ودب ليفتي الناس بغير علم فيَهلك ويُهلِك، خاصة وأن الموقع له جمهور عريض من المتابعين.
اقرأ أيضا:
“وليال عشر”.. برنامج عبادة الأسرة في العشر الأواخر من رمضان
شاهد: مدائح صوفية وفعاليات إلكترونية تحاكي ليالي رمضان قبل كورونا
من الإنكار إلى القبول.. كيف يتجاوز الإنسان ألم الفقد؟
رمضان في البيت.. من يؤم صلاة التراويح؟
دورات تلغرام وجامعات أون لاين.. تجارب دراسة العلوم الشرعية عن بعد