طيور تأكل النار في الهند.. ما قصتها؟

روفوز تريبس.. طيور تأكل النار قرب معبد بالهند

قد يؤدي الاستعداد لتجربة أطعمة جديدة وطرق البحث عن الطعام إلى جعل بعض الطيور أقل عرضة للانقراض، حسبما اكتشف باحثون.

لكن أغرب تلك الطيور المهددة بالانقراض هي التي تعلمت كيف تتغذى على “النار”، حسبما كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وتعيش تلك الطيور المسماه “روفوز تريبس”، قرب معبد صغير في ولاية غوجارت الهندية، وهي تنتمي إلى عائلة الغراب في جنوب شرق آسيا، وعادة ما تأكل الحشرات أو البذور أو الثمار، لكن بعضها تعلم أكل النار.

وكان مقدمو الرعاية في المنطقة يضعون بانتظام شموعا نذرية صغيرة مصنوعة من الزبدة، فتطير تلك الطيور للأسفل وتسرق الشموع، وسرعان ما تطفئها داخل فمها وتبتلع الفتائل المليئة بالزبدة -الغنية بالفوائد- مع اهتزاز سريع لرؤوسها.

هذا الاستعداد لتجربة الأطعمة الجديدة وطرق البحث عن الطعام هو مؤشر على المرونة السلوكية من أجل ضمان الحياة لأطول فترة ممكنة، ويعتقد بعض العلماء أنه دليل على أن بعض أنواع الطيور قد تكون أقل عرضة للانقراض.

وقال لويس ليفبفر، أستاذ في جامعة ماكجيل في مونتريال ومؤلف الدراسة “إن الفكرة بسيطة للغاية. كانت المشكلة أن تكون قادرًا على اختبارها بطريقة مقنعة”.

وقام ليفبفر مع فريق من الباحثين بقيادة سيمون دوكاتيز من مركز إسبانيا للأبحاث في علم البيئة وتطبيقات الغابات، بمراجعة 204 من المجلات العلمية لتمشيط السلوكيات الجديدة وابتكارات التغذية للطيور.

وقال ليفبفر إن هذا النهج يوفر دعمًا لتجارب الإدراك السابقة التي قادها مع الطيور التي يتم اصطيادها من البرية، إذ تساعد تلك المرونة على حمايتها من الانقراض عن طريق تطوير وسائل جديدة عليها كليا، مثل تمكن بعض الطيور من فتح الصناديق المليئة بالطعام، وأيضًا مثل الغاق -طير من فصيلة البجعيات- في نيوزيلندا والذي أدهش العلماء باستغلاله التيارات القوية المتبقية في أعقاب السفن للذهاب للصيد، وكذلك النوارس التي تسرق أكياس رقائق، وفي بربادوس هناك طيور تسرق أيضًا عبوات من السكر، وتغمس الأغذية الجافة في برك المطر لتليينها وتناولها، وكلها سلوكيات رائعة للطيور للتكيف مع الوجود الإنساني وضمان البقاء.

طائر يحمل كيس سكر

وأضاف أن “علماء الطيور يميلون إلى الإبلاغ كلما رأوا سلوكيات تغذية غير عادية. هذا منجم ذهب للحصول على قاعدة بيانات عن جميع الأنواع الممكنة في جميع أنحاء العالم”.

لكن فريق الباحثين يحذر من أن المرونة السلوكية ليست بطاقة اعتماد أن تلك الطيور ممنوعة من الانقراض، فالببغاوات على سبيل المثال، مغذيات ذكية وقابلة للتكيف نسبيًا مع السلوك البشري في التعامل مع الطيور وتجارة الحيوانات البرية، الأمر الذي يهدد أنواعًا عديدة بالانقراض خاصة تلك البطيئة النمو أو التكاثر، هذا بالإضافة إلى وجود حيوانات مفترسة تلتهم الأنواع الصغيرة بغض النظر عن ابتكاراتها في التغذية.

وقال دانيال بالداسار، اختصاصي سلوك الطيور في جامعة ولاية نيويورك “إن أسباب انخفاض أعداد السكان وخطر الانقراض متغيرة ومعقدة، وتشير هذه الدراسة إلى أن أنواع الطيور المبتكرة لا تزال عرضة للتهديدات”.

وأضاف “بعبارة أخرى، فإن القدرة على تعديل سلوكها للبحث عن الطعام لا يحميهما بالكامل من خطر الانقراض”.

طائر يغمس الطعام الجاف في برك المطر لتليينه قبل تناوله
المصدر : نيويورك تايمز