ما حكم أداء صلاة التراويح خلف البث المباشر؟

أحد مساجد العاصمة المغربية الرباط

يستقبل المسلمون هذا العام شهر رمضان وسط مجموعة من القيود التي فرضها تفشي فيروس كورونا حول العالم، ومنها تعليق ممارسة الشعائر الدينية في المساجد

ولذا طرح جمهور موقع الجزيرة مباشر العديد من التساؤلات حول مشروعية  أداء صلاة التراويح خلف البث المباشر سواء عبر التلفاز أو برامج البث الإلكترونية؟

وعن ذلك يجيب الدكتور خالد حنفي -الأمين العام المساعد للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث -و رئيس لجنة الفتوى بألمانيا في تصريحات للجزيرة مباشر قائلا: ”لا تصحّ صلاة التراويح بمتابعة الإمام من البث المباشر، أو وسائل الاتصال الشبكي الأخرى؛ لأنّ من شروط صحة اقتداء المأموم بالإمام: اجتماعهما في مكان واحد، ووضوح اتصال المأموم بإمامه، وانتفاء ما يمنع وصوله إليه إن قصده.

وقد صدق المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث، وغيره من هيئات إفتائية، ومجامع فقهية أخرى بعدم صحة وما مُنع في الفريضة فيُمنع في النافلة؛ لعدم تحقق شروط الاقتداء.
ويضيف حنفي ”دعوة الناس لصلاة التراويح خلف البث المباشر ستتخذ ذريعة إلى إلغاء صورة وهيئة الجماعة في المساجد ومقصودها الشرعي من الاجتماع والتلاقي، بل ستضر برسالة المساجد وكثرتها في المجتمعات المسلمة والأوربية بشكل خاص.

وستفتح الباب لأداء الجماعات في البيوت خلف البث المباشر بعد نازلة كورونا؛ لأن من قال بجواز الصلاة على تلك الصفة أسَّس قوله على صحة متابعة الإمام من مسافات بعيدة بمجرد سماع صوته، وهذا أمر لا ارتباط له بجائحة كورونا فيمكن الاستمرار عليه بعدها.

وتابع قائلا :يفضي القول بصحة الصلاة خلف البث المباشر إلى صورٍ لا تنتهي من الفوضى والعبث بصلاة الجماعة، كالصلاة خلف إمام الحرم لكسب أجر أكبر وسماع صوت أجمل، وكالصلاة خلف الإمام في صلاة قديمة منذ سنوات، بل سيُطرح سؤال مؤداه: إذا كان الأمر كذلك فما الحاجة إلى المساجد أصلًا؟ يكفينا في كل بلد مسجد صغير وإمام وهاتف لنقل الصلاة.

وأردف، أننا لسنا بحاجة إلى هذا التكَّلف والخروج عن الهيئة المستقرة المعلومة لصلاة التراويح منذ العهد النبوي إلى ما قبل جائحة كورونا؛ لأن صلاة التراويح سنّةٌ مؤكّدةٌ للرجال والنساء؛ ورغم أن الأصل أداؤها في المساجد إلا أن أداءها في البيوت مشروع فرادى وجماعات، بل هو السنة عند المالكية بقيود؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:”عَلَيْكُمْ بِالصَّلاَةِ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ خَيْرَ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ”رواه مسلم، وتجوز القراءة فيها من المصحف لغير الحفظة.

وهي فرصة لتدريب الأولاد على التلاوة والإمامة، وإنارة البيوت بالنوافل في رمضان هذا العام، وللمرأة القارئة أن تؤمّ نساء دارها، وهو رأي الشافعية والحنفية والحنابلة، واستدلوا بحديث أم ورقة أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لها أن تؤم أهل دارها. ولها أن تؤم أهل دارها رجالًا ونساًء وتقف وسطهن إذا كانت قارئةً ولم يوجد قاريءٌ غيرها، وهو رأي أبي ثور، والمُزَني، وابن جرير، ونص بعض الحنابلة على الجواز في صلاة التروايح دون غيرها؛ لأنهم محارم لها.

المصدر : الجزيرة مباشر