الضيف” حين يكون رمزاً للشر”

في بداية فيلم "نظرية" ثمّة مشهد افتتاحي يُدين البرجوازية بوضوح

قدمت أفلام كثيرة شخصية الضيف باعتباره هادم اللذات، ومفرّق الجماعات، ونسبت إليه الشر، وقدمته أفلام أخرى شريرا لكنها اعتبرته رمزا عاما، شرا متجسدا في هيئة إنسان.

موقع الجزيرة وثائقية ناقش فيلمين، يتحدثان عن الضيف كنموذج للشر، شر مستطير يستحضر اللعنة ويجلب النحس ويحمل رسالة مشفرة تخص البشرية جمعاء.

الضيف الشرير
  • الفيلم الأول هو الفيلم الإيطالي “نظرية” (teorema)، إنتاج عام 1968 للمخرج بيير باولو بازوليني.
  • الفيلم الثاني هو الفيلم الهولندي “بورغمان” (borgman)، تم إنتاجه عام 2013 للمخرج أليكس فان وارميردام.
  • في الفيلم الإيطالي، يحضر فجأة شاب وسيم ليشارك العائلة الحياة كضيف مُرحب به للغاية.
  • نراه يستحوذ على اهتمام الجميع لدرجة وقوع كافة أفراد الأسرة في غرامه.
  • يتورط كل منهم في علاقة جنسية معه، بينما هو يحاول احتواءهم وتقديم كافة سبل الرعاية التي يلوذون إليه من أجلها، قبل أن يغادر تاركاً الجميع تائهين أمام مصير مجهول.
  • في فيلم “بورغمان” نجد الرجل المطارد الذي هجر منزله تحت الأرض، وذلك بعد أن انكشف أمر معيشته هناك وهو يطلب الاحتماء والراحة عند أسرة راقية.
  • حينما ينال مُبتغاه نجده يستعين بأفراد آخرين غريبي الأطوار من جماعته، ليبدأ جميعهم بالتسلل رويدا إلى حياة الأسرة وقلبها رأسا على عقب.
بيئة حاضنة
  • أشار الفيلمان إلى استعداد الأسرتين لاستقبال هذا الشر، لينطبق ما قاله نجيب محفوظ في ذلك: “إن الإنسان يستحق معاناته”.
  • قد نلمس ذلك في فيلم “نظرية” عندما باح أفراد الأسرة واحدا تلو الآخر بمكنونه إلى الضيف قبيل مغادرته، فتبينت لنا أسباب خواء نفوسهم من البداية وتيههم المطبق.
  • في فيلم “بورغمان” أيضا نجد الضيف يفشل في اقتحام بيت قد لجأ إليه أولا، حيث يطلب من صاحبته الدخول للحصول على بعض الراحة والطعام، لكنها تغلق الباب في وجهه بقوة حاسمة، ناجحة بذلك في حماية أسرتها وعالمها.
  • لكن في المقابل نراه يدخل بيت الأسرة الأخرى بسهولة، حيث توافق الزوجة على التستر عليه من دون علم زوجها، بل وتطلب منه البقاء فيما بعد.
     

    في الفيلمين نجد شخصية الضيف نموذجا ثريا للرمز، رمزا لشرّ مستطير يستحضر اللعنة أينما حلّ
الخبث والحب.. مُقوّمات الشر
  • في فيلم “بورغمان”، نرى الضيف له أعوان عدة يُكوّنون فيما بينهم تنظيما ما.
  • كل منهم يساعد الآخر ولا يعمل أحد منهم وحيدا، فلا مانع لديهم من القتل واستخدام الجنس في مقابل تحقيق مسعاهم بالاستيلاء على أطفال هذه الأسرة البرجوازية.
  • على العكس تماما كان الضيف في فيلم “نظرية” حيث إن أثره تغلغل في نفوس أفراد الأسرة عن طريق الحب والاحتواء والاستيعاب التام لكل منهم.
  • حتى إن تلبيته لرغباتهم الجنسية لم يكن بغية السيطرة كما كان الأمر في “بورغمان”، وإنما لإعطائهم ما يحتاجون إليه ببذخ.
  • الحقيقة ومع تأمل هذه الملاحظة يمكننا أن نعتبر أن للشر طرقا عدة للنفس البشرية، منها الخبث والحب.
لمتابعة النص كاملا على موقع الجزيرة الوثائقية يرجى زيارة الرابط التالي:

الضيف” حين يكون رمزا للشر 

المصدر : الجزيرة مباشر