شاهد: صناعة كعك العيد لإعالة الأسر الفقيرة في غزة
يزداد الطلب على الكعك والمعمول مع قدوم عيد الفطر السعيد، وهو بمثابة مهنة للعديد من السيدات والأسر الفقيرة التي توفر لها دخلاً محدوداً في موسم الأعياد.
تقوم السيدات بصناعة الكعك وبيعه للمحلات، وفي البيوت ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتتنافس السيدات على بيع كميات كبيرة من الكعك والمعمول لتحسين أوضاعهن الاقتصادية.
تجلس في شرفة بيتها رفقة أبنائها وزوجها، لصناعة كعك العيد بنكهته الفلسطينية.
خلود أبودقة البالغة من العمر 40 عاماً تسكن في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، وتعمل على صناعة الكعك منذ 5 سنوات، تستعين بخدمات سيدات الحي في الصناعة، عندما يكون لديها طلبية كبيرة تُريد تسويقها لأحد المحلات التجارية.
واقع النساء في القطاع مُرهق جداً بسبب الفقر وضيق الحال، لذا تلجأن لصناعة الكعك والمعمول وذلك كمصدر رزق ودخل يساعدهن على توفير احتياجتهن.
في الأحياء الفقيرة والأشد فقراً في القطاع، تلتئم جلسات النساء كخلية نحل من أجل إنجاز عدد من طلبيات الزبائن من الكعك، وذلك استعداداً لعيد الفطر السعيد، رائحة الكعك تجوب شوارع الأحياء وأزقة المخيمات.
تعمل خلود مع أبنائها ونساء الحي وبمساعدة زوجها الذي يقوم بخبز الكعك في فرن بيتي وبإمكانيات بسيطة.
الوضع الاقتصادي أثر كثيراً على بيع الكعك في قطاع غزة. وتتمنى أبودقة أن يتحسن الوضع الاقتصادي، وعلى السيدات أن تعمل وتثبت قدرتها وتصنع لنفسها كيان واستقلالية.
نماذج كثيرة في المجتمع الفلسطيني من السيدات اللواتي امتهن مهناً تساهم في توفير الحياة الكريمة لبيوتهن، فمع ارتفاع أسعار التمور والعجوة، وتكاليف الإنتاج إلا أن عددا كبيرا منهن يرضى بالربح القليل، والذي يُشكل من وجهة نظرهن، فرصة لانتشال عائلاتهن من الفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية.
تقول السيدة سارة السعيد أنها تصنع الكعك منذ سن مبكرة، فقد تعلمت المهنة من والدتها، وتقدم النصائح للسيدات اللواتي يردن أن يتعلمن صناعة الكعك، فهي تُجيد صناعة الكعك بأسلوب محترف من خلال معرفة كافة البهارات والمقادير والمعايير.
السيدة أم محمد صالح تقول إن الكعك من لوازم العيد لاستقبال عيد الفطر السعيد، ولا يمكن الاستغناء عنه حتى لو كان جاهزاً غير مصنع منزلياً، فهو من طقوس أهل غزة التي اعتادوا عليها منذ زمن بعيد.