شاهد: علماء فلك ينشرون أول صورة في التاريخ لثقب أسود

ول صورة في التاريخ لثقب أسود

نجح علماء الفلك لأول مرة في التقاط صورة لثقب أسود، تظهر بقعة مظلمة أمام حلقة تضيء بشكل خافت، وعرضت خلال ستة مؤتمرات صحفية متزامنة اليوم الأربعاء، في مدن مختلفة من العالم.

التفاصيل:
  • لم يكن هناك حتى الآن سوى رسوم عن الثقوب السوداء.
  • الثقب الأسود الذي أميط اللثام عن صورته اليوم هو ثقب يمتلك كتلة هائلة ويقع في مركز مجرة (إم 87) التي تقع على بعد نحو 55 مليون سنة ضوئية من الأرض.    
  • الباحثون استهدفوا ثقبين أسودين عظيمي الكتلة.
  • يعرف الأول بثقب (ساجيتاريوس إيه ستار) ويقع في مركز مجرة درب التبانة وتزيد كتلته عن كتلة الشمس بأربعة ملايين مرة ويبعد 26 ألف سنة ضوئية عن الأرض.
  • السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في عام وهي 9  تريليونات كيلومتر ونصف التريليون.
  • أما الثقب الأسود الآخر (إم 87) ويقع في مركز مجرة فيرجو إيه المجاورة وتزيد كتلته بنحو 3 مليارات و500 مليون مرة عن كتلة الشمس.
  • للحصول على تفاصيل كافية عن هذا الثقب الذي يقع على بعد مسافة سحيقة منا، دمج الباحثون ثمانية مراصد متفرقة تقع في أربع قارات، في مقراب هائل القدرات.
  • مدير معهد ماكس بلانك للفيزياء الراديوية في مدينة بون الألمانية، أنطون تسينزسوس، قال “توفر النتائج التي توصلنا إليها نظرة واضحة على ثقب أسود صاحب كتلة هائلة”، حيث دمج الباحثون بيانات التلسكوبات المشاركة في رصد الثقب. 

  • تؤكد الصورة نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين، تحت أشد الظروف الكونية، حسبما أوضح كارل شوستر، مدير معهد الفلك الراديوي في النطاق المليمتري، والذي شارك في حملة الرصد.
  • وجه علماء شبكة ايفينت هوريزون تلسكوباتهم قبل عامين إلى ثقبين أسودين، أحدهما في مركز درب اللبانة، وبدأوا منذ ذلك الحين يحللون البيانات التي يتلقونها عن هذا الثقب.
  • لم تظهر الصورة بشكل واضح ملامح الثقب الأسود، وأظهرت دائرة برتقالية مشعة، وسطها فتحة سوداء، ولكن الصورة بدت ضبابية.

ما هي الثقوب السوداء؟     
  • تعرف الثقوب السوداء بأنها موطن اللامعقول بشريا، حيث إن كتلة هذه الثقوب مضغوطة بقوة تجعل من المستحيل على أي شيء الإفلات من قوة جاذبيتها، بما في ذلك الضوء. 
  • الثقوب السوداء لا تُرى، ولكنها تكشف عن نفسها من خلال المادة التي تبتلعها. 
  • ترتفع درجة حرارة هذه الثقوب كثيرا مما يجعلها تسطع بشكل مميز تستطيع التلسكوبات المتطورة رصده.
  • المادة التي يبتلعها الثقب تصبح ساخنة بشدة قبل أن تلتهم، مما  يجعلها تضيء، وهذا السطوع المميز هو الذي يظهر باللون الأحمر في الصورة التي نشرها الباحثون.       
  • هناك سبب آخر يجعل من الصعب التقاط صور للثقوب السوداء، وهو أنها، رغم كتلتها الهائلة بشكل يفوق الخيال، فإنها صغيرة نسبيا، حيث إنه إذا افترضنا أن هناك ثقبا أسود يمتلك كتلة مثل كتلة الأرض، فإن حجمه لن يزيد عن حجم كنيسة. 
  • الثقوب السوداء تقع على بعد سحيق من الأرض، ولكي يتمكن علماء شبكة هوريزون من تصوير هذه الثقوب رغم ذلك، فقد دمجوا ثمانية تلسكوبات راديوية مع بعضها البعض، وذلك ليتمكنوا من تحقيق درجة  دقة في التفاصيل يستطيعون من خلالها على سبيل المثال قراءة صحيفة في نيويورك وهم في برلين.

 

  • يتكون قرص من الغاز والتراب حول الثقب الأسود، تدور مادة جديدة فوق فوهته، تزداد سرعة هذه المادة وتصبح شديدة الحرارة بسبب الاحتكاك، وتسطع، وهو ما مكن الباحثين من تصوير الثقب الأسود على ضوء هذا القرص التراكمي، حسبما يعرف وسط علماء الفلك، “مثل قطة سوداء على أريكة بيضاء”، حسبما أوضحت جمعية ماكس بلانك للعلوم.
  • يأمل الباحثون من خلال عمليات رصد الثقب، والتي نشروا نتائجها أيضا في مجلة “أستروفيزكال جورنال” المتخصصة، في الإجابة على العديد من التساؤلات الأساسية بشأن الثقوب السوداء. من بين هذه الأسئلة: هل تبدو الثقوب السوداء متوافقة مع التصور النظري لها؟
  • مدير معهد ماكس بلانك للفيزياء يقول: “بصراحة، فوجئنا بمدى توافق البقعة السوداء التي رصدناها مع تصورنا لها من خلال محاكاة الحاسوب التي تنبأنا بالثقب الأسود من خلاله .”

خلفيات:
  • أجرى هذا البحث مشروع (إيفنت هورايزون تليسكوب)، وهو مشروع دولي مشترك بدأ عام 2012 في محاولة لرصد بيئة الثقب الأسود باستخدام شبكة عالمية من أجهزة التليسكوب المتمركزة على الأرض.
  • يعد الثقب الأسود، أحد أعنف الأماكن في الكون، نقطة اللا عودة فبعدها يتم ابتلاع أي شيء من النجوم والكواكب إلى الغازات والغبار وكل أشكال الإشعاع الكهرومغناطيسي بما في ذلك الضوء.
المصدر : وكالات