“ربى الخير”.. أسرى سابقون ينتشلون عائلات فلسطينية من الفقر

علي المغربي ـ المدير التنفيذي لفريق ربى الخير

خلال فترة وجودهم في السجون الإسرائيلية، قطع معتقلون فلسطينيون سابقون، عهدا على أنفسهم، بمساعدة الفقراء، في حال تم الإفراج عنهم.

ووفاءً لهذا العهد، شكّل هؤلاء المحررون فريقا خيريا أطلقوا عليه اسم “ربى الخير”، بعد أن خرجوا من السجن، خلال صفقة تبادل للأسرى أبرمت عام 2011.

ويرى أعضاء فريق “ربى الخير”، أن سكان القطاع يستحقون المساعدة، بسبب ارتفاع نسبة الفقر، جراء الحصار المفروض، والحروب التي شنتها إسرائيل خلال الأعوام الماضية.

ويتكون الفريق من 17 معتقلا سابقا، جلّهم تم إبعادهم من مسقط رأسهم في الضفة الغربية.

وأفرج عن المعتقلين خلال صفقة تبادل أسرى أبرمتها حركة حماس، مع إسرائيل، عام 2011، وأطلقت حماس خلالها الجندي الإسرائيلي الأسير الجلعاد شاليط، فيما أفرجت إسرائيل عن قرابة ألف معتقل فلسطيني.

ويتفقد المعتقل السابق، علي المغربي (30 عاماً)، الذي أمضى 10 أعوام في المعتقلات الإسرائيلية، تجهيز مركز تعليمي كمشروع صغير، سيقدّم خلال أسبوعين هدية، لإحدى الأسر الفقيرة في قطاع غزة، ليشكل مصدراً لدخلهم.

ولا زال المغربي، الذي اعتقل عام (2002)، وصدر بحقه حكم السجن مدى الحياة (قبل ان يفرج عنه في إطار الصفقة)، يذكر اللحظة التي قطع فيها عهداً على نفسه بمساعدة أهالي قطاع غزة.

وقال: “مشاهد القتل والدمار خلال حرب 2008-2009، عانى منها أهل القطاع بسبب خطف الجندي (شاليط)، بينما اشترطت إسرائيل لوقفها تسليم الجندي، لكن غزة آثرت الاحتفاظ به، لتحريرنا”.

وتابع المغربي، الذي تم إبعاده من مخيم الدهيشة القريب من مدينة بيت لحم، في الضفة الغربية، إلى القطاع: “عند تلك اللحظة، رفعت يدي إلى السماء ورجوت الله أنه إذا خرجت في صفقة تبادل الأسرى المقبلة، سأجنّد نفسي لمساعدة أهالي القطاع الذين تحمّلوا تلك الويلات، للاحتفاظ بالجندي، لتحرير المعتقلين من داخل السجون الإسرائيلية”.

وأضاف: “وجدنا أنفسنا بعد خروجنا من المعتقلات أمام مسؤولية اجتماعية كبيرة، لمساعدة فقراء غزة الذين ضاعف الحصار والحروب التي عايشوها، معاناتهم الإنسانية”.

ومنذ أكثر من عام وحتّى اللحظة، ساهم فريق “رُبى الخير” في بناء وترميم أكثر من 80 منزلاً، وحوالي 8 مساجد، بالإضافة إلى توزيع آلاف المساعدات الغذائية على الأسر المحتاجة، ودفع كفالات مالية للأطفال الأيتام.

وما زال فريق “رُبى الخير”، تجمعا تطوعيا، ولم يتحول إلى جمعية أهلية، حتّى اللحظة، إذ يجتمع أعضاء الفريق، في مقرات لمؤسسات محلية تُعنى بشؤون المعتقلين الفلسطينيين.

وفي ذات السياق، يشارك المُعتقل السابق، ياسين ربيع، المبعد من قرية “المزرعة القبلية”، بمدينة رام الله، إلى غزة، في وضع خطة لبناء مسجد في منطقة يقطن فيها 200 ألف نسمة، وتدمّر مسجدها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

ويقول ربيع، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة، وأمضى منها 9 سنوات: “أخذنا على عاتقنا ونحن بداخل السجون الإسرائيلية عهداً بمساعدة الفقراء الذين أنهكتهم الحروب والحصار”.

ويسعى فريق “ربى الخير”، لبناء وترميم 30 منزلا خلال عام 2016، بالإضافة لتنفيذ عدد من المشاريع الصغيرة، وفق ما توفّر لهم من إمكانات مادية.

ويطمح الفريق الشبابي، إلى أن يتحول إلى جمعية أهلية، لمساعدة فقراء غزة في حال توسّعت دائرة تمويلهم المادية، إذ يعتمدون الآن على مساعدات من “أهل الخير في داخل فلسطين، وخارجها”، على حد قولهم.

ووفقا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80% من سكان قطاع غزة باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش.

وحسب إحصائية رصدتها الهيئة الوطنية لكسر الحصار وإعادة الإعمار، فإن نسبة الفقر المدقع في قطاع غزة تجاوزت الـ(40)%، كما ارتفعت نسبة البطالة لأكثر من 45%.

وتعتقل إسرائيل في سجونها حاليا نحو 7 آلاف فلسطيني، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية.