كاتب أمريكي: ترمب يُنهي 70 عاماً من النظام العالمي

الرئيس الأمريكي المنتخب-دونالد ترمب (رويترز)

أكد الكاتب الأمريكي روبرت كاغان أن رئيس الولايات المتحدة المنتخب دونالد ترمب يمتلك رؤى حول السياسة الخارجية ودور أمريكا في العالم، مستهدفاً تقديم مصلحة أمريكا على كل شيء، وهو ما يعني أننا بصدد إسدال ستار على 70 عاماً من النظام العالمي الأمريكي.

وذكر كاغان في مقال نشرته الـفاينانشال تايمز، أن ترمب قد يتودد إلى فلاديمير بوتين، وقد يدخل في حرب تجارية مع الصين، ولربما يبني الجدار الذي تحدث عنه أثناء الحملة الانتخابية- كل ذلك محتمل، لكن الأمر المؤكد فيما يتعلق بمسؤولية أمريكا عن النظام العالمي، فإن ترمب واضح كل الوضوح في العزوف عن الاستمرار في تحمل عبء تلك المسؤولية عن هذا النظام.

ونوه الكاتب عن أن ترمب ليس وحيداً في هذا التوجه الذي صار ظاهرة قومية في أمريكا بعد حربَي العراق وأفغانستان وبعد الأزمة المالية، وليس أدل على ذلك من فشل المؤيدين للانخراط في الأحداث العالمية أمثال جيب بوش وماركو روبيو في الحملة الانتخابية لهذا العام.

ولفت كاغان إلى أن المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز انضم إلى خندق ترمب المهاجم للانخراط في الأحداث العالمية، وأن هيلاري كلينتون تلقت الضربات من كل جانب بسبب دفاعها عن هذا الانخراط الدولي وتشبثها بفكرة أن الولايات المتحدة هي “أمة لا يمكن الاستغناء عنها”.

واعتبر الكاتب، الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بمثابة الشخصية الانتقالية من هذا العهد، وأن انتخاب ترمب هو بمثابة القطيعة الحاسمة، وأن الولايات المتحدة الآن لا تهتم بالنظام العالمي، وبانتخاب ترمب فإن الأمريكيين قد اختاروا، كما حدث من قبل في عام 1920، العودة إلى الوضع العادي “أمة عادية”.

وتساءل الكاتب عما قد تفعله قوة عظمي تتصرف كأمة عادية؟ إنها تنظر إلى التهديدات المباشرة للوطن وتجد تهديدا واحدا هو الإرهاب الراديكالي، كما تحدد استراتيجيتها على صعيد السياسة الخارجية بأنها مكافحة الإرهاب.

ورأى كاغان أن السياسة الخارجية ينبغي أن تخدم المصالح الاقتصادية الأمريكية وإلا فينبغي تغييرها؛ الاتفاقات التجارية ينبغي أن تكون لجلب الأموال وليس لتعزيز النظام العالمي أو طمأنة حلفاء يعيشون في ظلال قوى كبرى- إن الولايات المتحدة لم تعد مشغولة بمسألة طمأنة الآخرين.

ونوه إلي أن هذا التوجه على صعيد السياسة الخارجية ليس مستحدثاً في أمريكا وإنما كان سائدا في حقبتَي العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، كما أنه يعتبر بمثابة الاستراتيجية المفضلة لدى العديد من الأكاديميين الأمريكيين اليوم، والأهم من ذلك أن هذا التوجه يحظى بشعبية بين الأمريكيين.

وتساءل الكاتب، كم يمكن لهذا العهد الجديد أن يستمر؟ مَن يدري؟ لقد تمكن الأمريكيون بعد عام 1920 من تفادي مسؤولية عالمية على مدى عقدين من الزمان، وبينما كان العالم ينهار من حولهم كان الأمريكيون يعزون أنفسهم بأن المشكلة ليست مشكلتهم… لكن في النهاية سيكتشف الأمريكيون مرة أخرى ألاّ مهرب من المسؤولية.. عندئذ سيكون السؤال هو “ما حجم الضرر الذي وقع في غضون ذلك، وعن مدى إمكانية الاستفاقة قبل فوات الأوان؟”