أوباما: نشن حربا على التطرف وليس الإسلام


قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما قمة مكافحة الإرهاب والتطرف إن بلاده لا تشن حرباً على الإسلام وإنما على المتطرفين.
وحاول أوباما استخدام قمة مكافحة الإرهاب والتطرف لتهدئة المخاوف المتزايدة حول قدرة واشنطن على مكافحة الإرهاب بعد استطلاعات رأي أظهرت عدم رضى واسع من سياسة أوباما الخارجية وخاصة تعامله مع تنظيم الدولة الإسلامية.
كما وجهت دعوة أوباما القيادات المسلمة حول العالم إلى نزع الشرعية الدينية عن تنظيم الدولة الإسلامية وغيره من “المنظمات المتطرفة” بتحفظ من مؤسسات ومنظمات إسلامية وحقوقية بالولايات المتحدة لحصرها التطرف في المسلمين.
وفي كلمته خلال المؤتمر أكد أوباما أن بلاده لا تشن حرباً على الإسلام وإنما على المتطرفين، واعتبر أن “المتطرفين الإسلاميين” لا يتحدثون باسم “مليار مسلم” داعياً الى التصدي “لوعودهم الزائفة و”أيديولوجياتهم الحاقدة” من خلال توحد القادة الغربيين والمسلمين في رفض ما يزعمه “الجهاديون” من أنهم يمثلون الإسلام، معرباً عن رفضه لما يروج له البعض بالولايات المتحدة والغرب من وجود “صراع حضارات” مؤكداً “نحن لسنا في حرب مع الإسلام”.
وسيتحدث أوباما أكثر من مرة في المؤتمر الذي سيستمر ثلاثة أيام بهدف بحث سبل مواجهة التطرف مع تركيز خاص على الجهود المحلية والدولية لمنع المتطرفين من جذب الشباب، وقد حضر ممثلون عن 60 دولة المؤتمر الذي انعقد برعاية خاصة من البيت الأبيض بعد تحضيرات استمرت لعدة أشهر وبعد أيام قليلة من اعدام تنظيم الدولة 21 مصريا في ليبيا، وشن هجمات إرهابية في كوبنهاغن.
وتزامن المؤتمر أيضاً مع اتهامات من الجمهوريين في الكونغرس لأوباما بأنه يقاوم الانخراط في معركة مباشرة مع التطرف الإسلامي، وقال النائب مايكل مكويل في بيان: “كيف يمكن أن نتحدث عن هزيمة عدو لا يمكنك تسميته؟”، وأضاف: “بدلاً من مجرد القاء خطب هذا الأسبوع فإننا نحث “الرئيس” لإصلاح استراتيجيته ووضع خطة جريئة للتنفيذ من أجل مواجهة التطرف الإسلامي العنيف في جميع أنحاء العالم ووقف تدفق المقاتلين “.
ويعتقد مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن القمة توفر فرصة لأوباما لتعزيز سجله في مكافحة الإرهاب وقالوا بأن الإدارة ترى هذه القمم كفرصة للإعلام والتثقيف واشراك المجتمعات وأن الشعب الامريكي لديه رؤية واضحة عما تقوم به الإدارة بشأن مكافحة الإرهاب.
وترأس جو بايدن نائب الرئيس الامريكي الجلسة الافتتاحية التى ضمت قادة المجتمع من عشرات المدن الامريكية جنبا إلى جنب مع رؤساء بلديات العديد من المدن الاوروبية، وتركز النقاش على الجهود المحلية الهادفة للحد من التطرف كما قدم البيت الابيض معلومات عن برامج وزارة العدل في مدن مينيابلس وبوسطن ولوس انجلوس التي تجلب زعماء الدين مع مسؤولي السلامة العامة والقادة المحليين.
وحرصت الإدارة الامريكية على الترويج لتجربة المدن الامريكية كنماذج رائدة لإبعاد السكان عن التطرف والطرق المحلية التي تثنى الفئات الساخطة من الانخراط في أنشطة متطرفة بحيث تكون مكملة للجهود المبذولة حالياً في الجماعات المتشددة التي بدأت بأعمال عنف خارج سوريا والعراق.
ويساور الإدارة الأمريكية القلق من أن صعود “تنظيم الدولة” وقدرته على جذب اتباع من جميع انحاء العالم من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن يؤدى إلى تطرف بعض سكان الولايات المتحدة في حين لاحظ النائب آدم سميث من لجنة القوات المسلحة قلق الولايات المتحدة من امكانيات الجماعات المتطرفة لتنفيذ هجمات.
وقدر مسؤولون في إدارة أوباما أن المقاتلين الأجانب الذين سافروا إلى سوريا للقتال قد حضروا من 90 دولة على الاقل بما في ذلك 150 من مواطني الولايات المتحدة، وقال اليخاندرو مايروكاس نائب وزير الأمن القومي الامريكي في قمة الإرهاب ان الاحداث في استراليا وفرنسا وبلجيكا والدنمارك تؤكد على أهمية التحديات التي نواجهها في مكافحة التطرف العنيف”.
وقال البيت الابيض بأن هناك شعور بقلق خاص ازاء امكانية جماعات مثل “تنظيم الدولة” من تجنيد الامريكيين للقتال ولكن في الوقت نفسه فإن البيت الابيض أراد توجيه رسالة خاصة من خلال جدول أعمال القمة بأن الجهود ليست مركزة تماماً على “تنظيم الدولة” بل جميع الجماعات المتطرفة العنيفة بجميع الأشكال والأحجام حيث سيتحدث عدد واسع من المتحدثين والمشاركين من جميع الخلفيات في مكافحة التطرف في أشكاله المتعددة.
وتجنب المسؤولون الأمريكيون وصف الاجتماع بانه جاء لمواجهة التطرف الإسلامي وقالوا بان الذين نفذوا الهجمات الاخيرة في باريس وليبيا زعموا بانهم يعملون باسم الإسلام ولكنهم في الحقيقة لا يمثلون الإسلام مع التشديد على القول بان التهديدات الموجودة في جميع أنحاء العالم أبعد من دين واحد.