الأطلسي يكثف هجماته على طرابلس

واصلت طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) غاراتها المكثفة على مقر إقامة الزعيم الليبي معمر القذافي الليلة الماضية في منطقة باب العزيزية بالعاصمة طرابلس.

وهزت ثمانية انفجارات قوية المنطقة الليلة الماضية بعد استهدافها مساء الاثنين وفجر اليوم بغارات مكثفة من جانب الحلف.

وسمع هدير المقاتلات الأطلسية قبل أن تهز ثلاثة انفجار قوية المنطقة الليلة الماضية، تلتها ثلاثة انفجارات أخرى، ثم انفجاران بعد بضع دقائق، وغطت سحابة كثيفة من الدخان المنطقة المستهدفة.

وتعرضت منطقة باب العزيزية لغارات شنها الحلف الأطلسي ليلة الثلاثاء.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن الطائرات نفذت عشرين ضربة في أقل من نصف ساعة, مما أحدث دويا هائلا في محيط باب العزيزية الأكثر تحصينا.

وكان الحلف قد شن بعد ظهر الثلاثاء غارات على تاجوراء، الضاحية الشرقية لطرابلس، حيث سمع السكان ثلاثة انفجارات، وعلى الخمس التي تبعد 100 كلم شرق طرابلس وفق وكالة الأنباء الليبية الرسمية.

وقال تلفزيون “الجماهيرية” الليبي الرسمي إنه “تم استشهاد 19 مدنيا وإصابة 150 آخرين في قصف نفذه حلف شمال الأطلسي الصليبي على مدينة طرابلس وضواحيها”، وعرض لقطات لثلاثة شبان على الأقل مصابين بجروح بالغة في الرأس وعلى وجوههم أثار التراب.
 
وفي وقت سابق أمس قال متحدث باسم الحكومة الليبية إن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب 150 بجروح، وإن الضحايا سكان محليون.

وشنت طائرات حلف الأطلسي بعضا من أعنف ضرباتها الجوية حتى الآن على مقر القذافي، وذلك بعد أن قالت الولايات المتحدة إن الزعيم الليبي “سيضطر حتما إلى ترك السلطة”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إن حملة القصف الجوي لقوات التحالف ضد قوات لقذافي من الممكن أن تحقق أهدافها خلال أشهر معدودة.

واعتبر أن “الأولوية الآن هي لزيادة الضغط العسكري من أجل أن توقف قوات القذافي عدوانها على المدنيين، لذلك نستخدم كل الأساليب المشروعة، بما في ذلك المروحيات القتالية كما قررنا”.

وأشار إلى أن “هذه السياسة بدأت تعطي نتائج، لأن بؤر المقاومة تتزايد على الأرض بعد أكثر من شهرين على بدء التدخل”.

أما رئيس هيئة أركان الجيش الوطني الليبي التابع للثوار عبد الفتاح يونس فقال أمس إن الجبهة الشرقية “ثابتة وتعيش حالة استعداد دائم”, مشيرا إلى أن القادة العسكريين والميدانيين يدرسون خططا للتحرك.

وقالت مصادر الثوار إن كتائب القذافي حشدت نحو سبعة آلاف مقاتل في البريقة، وزودتهم بالأسلحة وسحبت منهم الآليات خوفاً من فرارهم.

وعلى الجبهة الغربية نقل مراسل الجزيرة نت عن مصدر في الثوار أن القوات الموالية للقذافي قصفت بـ18 صاروخ غراد شرق بلدة الزنتان التي يسيطر عليها الثوار.

وفي الغرب أيضا, تشهد مدينة مصراتة معارك عنيفة متواصلة بين الثوار وكتائب القذافي, حيث يحتدم القتال بين الجانبين على بعد 20 كلم غرب مركز المدينة، وتشن الكتائب هجوما يوميا منذ سيطرة الثوار عليها.