بعد زلزال تركيا وسوريا.. ما التحديات التي تواجهها الطواقم الطبية؟

عملية إنقاذ أحد الناجين من الزلزال (رويترز)

تتدفق الفرق الطبية الدولية إلى المناطق التي دمرها الزلزال في تركيا وسوريا، حيث يواجه ضحايا الزلزال العديد من الإصابات المروعة على غرار كسور العظام والجروح نتيجة انهيار المباني.

ولكن هذه ليست سوى البداية للأطباء والمسعفين الذين يعملون بجد لإنقاذ الأرواح في كارثة حصدت حتى الآن أكثر من 29 ألف شخص، ففي الأسابيع المقبلة ستتحول جهود البحث إلى أصعب مهمة وهي انتشال الجثث.

ووفقا للخبراء، فهناك العديد من تحديات توفير الرعاية الطبية الهائلة بشكل خاص في تركيا وسوريا، اللتين هزهما زلزال بقوة 7.7 درجات في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين، وزلزال ثان بعد ساعة تم تسجيله عند 7.5 درجات.

وأهم هذه التحديات هي وجود عدد لا يُحصى من أدوية ضغط الدم والسكري والربو المتروكة تحت الأنقاض، فضلا عن درجات الحرارة المتجمدة التي يواجهها الناجون في الملاجئ.

كما يمكن أن تؤدي الأماكن المغلقة في الملاجئ ومخيمات الناجين إلى انتشار موجة جديدة من فيروس كورونا وغيرها من فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى.

وأضاف الخبراء إلى قائمة المشكلات الطبية التي يواجهها الناجون من زلزال تركيا وسوريا خطرا آخر يتمثل في الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا، التي ظهرت بالفعل في المنطقة المتضررة من الحرب في شمال غربي سوريا بسبب رداءة المياه والصرف الصحي.

ووفقا لتوماس كيرش، أستاذ طب الطوارئ في كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة جورج واشنطن، فإن الخدمات اللوجستية وتنسيق استجابة الرعاية الصحية يُمثلان مشكلة حقيقية بعد أن دمرت الكارثة المستشفيات والمرافق الطبية التي كان من الممكن أن تكون مهمة لعلاج المصابين في انهيار المباني، ناهيك عن الأمراض الأخرى.

وفي سياق آخر، صرحت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، إيمان الشنكيتي، بأن سوريا تشكل مصدر قلق خاص بسبب عدم كفاءة البنية التحتية للرعاية الصحية بعد سنوات من الحرب الأهلية.

وأضافت أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن النظام الصحي السوري عانى على مدى السنوات الـ12 الماضية، ولا يزال يعاني بسبب حالات الطوارئ المستمرة، وآخرها هذا الزلزال.

من جانبها، صرحت منظمة الصحة العالمية بأنها سترسل 3 رحلات جوية تحمل إمدادات طبية إلى كلا البلدين، بما في ذلك مجموعات علاج الإصابات، من مركز لوجيستي في دبي، فضلا عن صرف تمويل بقيمة 3 ملايين دولار لتدارك المأساة.

كما صرحت منظمة أطباء بلا حدود، الموجودة بالفعل في شمال غربي سوريا، بأنها تواصل دعم 7 مستشفيات ومراكز رعاية صحية ووحدة حروق في المنطقة.

مصدر قلق آخر للناجين من زلزال تركيا وسوريا، وهو ما يُعرف باسم “متلازمة السحق”، التي تحدث عندما يُسحَب الناجون من تحت الأنقاض، مما يؤدي إلى الضغط على العضلات وإطلاق السموم من الأنسجة التالفة.

وقد تؤدي متلازمة السحق إلى مشكلات في الكلى لدى الناجين، مما يتطلب عمليات غسيل الكلى التي يصعب توفيرها عند تدمير المستشفيات.

ومع كفاءة القطاع الصحي التركي، فإن كلا البلدين سيحتاج إلى ضخ موارد ضخمة لعلاج الناجين والعاملين في القطاع الصحي الذين يعانون جراء تقديم الخدمات للمحتاجين.

المصدر : الجزيرة مباشر