الصحة العالمية تحذر من تحول جدري القرود إلى “وصمة عار” وتصنفه “طارئة صحية” (فيديو)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، من تحوّل مرض جدري القرود إلى “وصمة عار” على خلفية انتشاره بشكل خاص بين الرجال المثليين، وأعلنت التعامل معه كأيّ مرض ينتشر سريعا وصنّفته “طارئة صحية”.

واعتبر عبد الناصر أبوبكر، مدير برنامج الوقاية من مخاطر العدوى والتأهب لها في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط (مقره القاهرة) أن جدري القرود ذو تأثير على المثليين الجنسيين من الرجال داخل المجتمع، لكن هذا لا يمنع اعتباره “طارئة صحية”.

وقال خلال مؤتمر صحفي للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية “لدى منظمة الصحة العالمية اعتبارات محددة للتعامل مع مختلف الأزمات الصحية، بغض النظر عن الفئات التي تنتشر بينها”.

ولفت عبد الناصر إلى أن فترة حضانة جدري القرود قد تصل إلى 21 يوما، وأن العلامة المميزة للإصابة بالمرض هي الطفح الجلدي.

وأردف “جدري القرود ينتشر بدرجة أكبر بين فئات محددة من الرجال لذلك يظهر الطفح الجلدي في المناطق التناسلية على وجه التحديد، وهو أمر لم يرتبط بالمرض في الماضي”.

وشدد على أن جدري القرود هو مرض محدود ذاتيًّا ولا تستمر أعراضه أكثر من أسبوعين، كما أنه لا يؤدي إلى مضاعفات وخيمة إلا في حالات الإصابة التي يتعرض لها الحوامل أو الأطفال أو أشخاص ذوو مناعة ضعيفة.

صورة ثلاثية الأبعاد لهجوم من فيروس جدري القرود (غيتي)

تحذير من تحوله “وصمة عار”

من جانبها، حذرت مها الرباط المبعوثة الخاصة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية من تحول الإصابة بجدري القرود إلى “وصمة عار” ولا سيما أنه ينتشر بين فئات محددة داخل المجتمع.

وأوضحت أنه رغم انتشار جدري القرود “بشكل أساسي” بين المثليين جنسيًّا من الرجال وظهور إصابات طفيفة منه بين النساء والأطفال، فإنه “لا ينبغي أن نوصم أحدا بسبب مرضه”.

ولفتت إلى أن استخدام صور مسيئة ترتبط بمرض جدري القرود قد يؤدي إلى نتائج عسكية تضر بالإفصاح عن المرض للتمكن من مكافحته بدلًا من وصم أصحابه.

وأكدت المبعوثة الخاصة للمدير العام للصحة العالمية ضرورة توفير المعلومات الصحيحة حول جدري القرود وطرق انتشاره، ولا سيما بين المجموعات التي تعدّ عُرضة أكثر للإصابة به.

مواطن أمريكي في عيادة للتطعيم ضد مرض جدري القرود (رويترز)

تفشٍّ غير مسبوق

من جانبه، أوضح أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن نسبة الإصابة بجدري القرود “متوسطة في الشرق الأوسط أما في أوربا فهي مرتفعة نسبيًا”، وتعكس تفشيًا “غير مسبوق” وإن لم يصل إلى مستوى جائحة كورونا.

وأكد أن جدري القرود مرض ليس سريع الانتشار، لكن الجميع معرض لخطر الإصابة به لذلك يجب الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

ولفت إلى أن هناك نقصا كبيرا في الأدلة والمعلومات العلمية حول إمكانية انتشار جدري القرود على الصعيد العالمي، ولا سيما أن هناك حالة من “انعدام اليقين” حول هذا الفيروس.

وذكر أن عدد الإصابات بجدري القرود زاد من 3000 آلاف حالة في 47 دولة إلى أكثر من 16 ألف حالة في 75 دولة وإقليما، كما شهد العالم 5 وفيات جراء جدري القرود خلال شهر واحد.

واعتبر المنظري أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها كافة الإمكانيات لمواجهة حالات الإصابة بجدري القرود، معبرًا عن سعادته بتطبيق مختلف دول الخليج للإجراءات الاحترازية بسرعة.

وأشار إلى أن مكتب منظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط تلقى بلاغات بوجود 26 حالة إصابة مؤكدة بجدري القرود في 5 دول بإقليم الشرق الأوسط.

تخوف دولي من تفشي جدري القرود
تخوف دولي من تفشي جدري القرود (غيتي)

طارئة وليس جائحة

وردًّا على سؤال حول إمكانية تحول جدري القرود إلى جائحة عالمية، نفى ريتشارد برنان -مدير الطوارئ الصحية في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط- إمكانية حدوث ذلك.

وأوضح أن منظمة الصحة اعتبرت جدري القرود “طارئة صحية”، ومن المستبعد أن يتحول إلى “جائحة”.

وأضاف أن احتمالات اعتبار جدري القرود جائحة عالمية “ضعيفة للغاية”، إلا أن التعامل مع المرض يحتاج إلى موقف دولي موحد لتكون هناك فرصة جيدة للسيطرة عليه.

وحول تطورات الوضع العالمي فيما يتعلق بجائحة فيروس كورونا، رصدت منظمة الصحة العالمية ارتفاعا كبيرا في عدد حالات الإصابة والوفاة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا وسط توقعات بأن يشهد العالم المزيد من الطفرات السريعة الانتشار.

وتظهر أعراض المرض على هيئة حمى، وتضخم الغدد الليمفاوية، وآلام في العضلات، والتهاب في الحلق، إضافة إلى الإرهاق، والقشعريرة، وطفح جلدي يشبه جدري الماء على اليدين والوجه وباطن القدمين والأعضاء التناسلية وغيرها من أجزاء الجسم.

واكتشف جدري القرود أول مرة عام 1958 عندما ظهر مرض يشبه الجدري في قرود أحد المختبرات، ومن هنا أُخذت هذه التسمية.

المصدر : الجزيرة مباشر