دراسة تكشف تأثير استراحة لمدة أسبوع من وسائل التواصل الاجتماعي على صحتك

المشاركون أبلغوا عن آثار إيجابية للابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أن أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع يمكنه التقليل من الاكتئاب والقلق.

وأظهرت الدراسة التي أجرتها جامعة باث في بريطانيا أن الأشخاص الذين أخذوا استراحة من منصات مثل تيك توك وإنستغرام وتويتر وفيسبوك لمدة سبعة أيام أبلغوا بزيادة الشعور بالراحة لديهم.

وقسّم الباحثون عينة من 154 شخصًا (تتراوح أعمارهم بين 18 و72 عامًا) إلى مجموعتين، إحداهما مُنع أفرادها من وسائل التواصل الاجتماعي، بينما الأخرى لم يُمنع أفرادها واستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 8 ساعات أسبوعيًّا في المتوسط.

وبعدها تم اختبار مستويات القلق والاكتئاب الأساسية لدى المشاركين، بجانب شعورهم بالرفاهية، باستخدام ثلاثة اختبارات معترف بها.

ولقياس الشعور بالراحة أو الرفاهية، طُلب منهم تقييم اتفاقهم مع عبارات مثل “كنت أشعر بالتفاؤل بشأن المستقبل” و”كنت أفكر بوضوح”.

ولقياس الاكتئاب، طُرحت أسئلة على المشاركين منها “كم مرة خلال الأسبوعين الماضيين تضايقت بسبب قلة الاهتمام أو المتعة في القيام بالأشياء؟”.

وتمّت مراقبة القلق باستخدام مقياس اضطراب القلق العام الذي يسأل عن عدد المرات التي ينزعج فيها الشخص من خلال الشعور بالتوتر أو القلق، أو عدم القدرة على التوقف عن القلق.

شعور الرفاهية

ووجد الباحثون أن شعور الرفاهية لدى من أخذوا استراحة أسبوعًا واحدًا من وسائل التواصل الاجتماعي ارتفع من متوسط 46 إلى 55.93 على مقياس (وارويك-إدنبرة) للرفاهية العقلية.

كما انخفضت مستويات الاكتئاب لدى هذه المجموعة من 7.46 إلى 4.84 في ما يُعرف باستبيان (صحة المريض 8)، بينما انخفض القلق من 6.92 إلى 5.94 على المقياس.

ووفقًا للمؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جيف لامبرت -من قسم الصحة بالجامعة- فإن التغييرات تمثل تحسنًا معتدلًا في الاكتئاب والعافية وتحسنًا طفيفًا في القلق.

وأوضح أن العديد من المشاركين أبلغوا عن آثار إيجابية للابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب تحسّن الحالة المزاجية والشعور بقلق أقل بشكل عام.

وتدعم نتائج الدراسة ما توصلت إليه الأبحاث السابقة في الولايات المتحدة وبريطانيا التي تربط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بانتظام بمعدلات أعلى من الاكتئاب والقلق.

لكن الدراسة ذكرت أنه لم يتم إثبات ما إذا كان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤدي إلى مشاكل في الصحة العقلية، أو ما إذا كانت المشاعر الموجودة مسبقًا بتدني قيمة الذات تدفع الناس عبر الإنترنت كوسيلة للتحقق من الصحة.

وفي المستقبل، يأمل الباحثون دراسة تأثير التوقف المؤقت لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على شرائح معينة من السكان، مثل الشباب والأشخاص الذين يعانون حالات صحية بدنية وعقلية.

كما يأملون المتابعة مع الأشخاص بعد أسبوع واحد، لمعرفة ما إذا كانت فوائد انقطاع وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير دائم.

المصدر : الإندبندنت