هكذا تؤثر 10 دقائق من المشي يوميا في “عمرك” ونتائج صادمة بشأن طول الجلوس

الدراسة بحثت العلاقة بين زيادة التمارين اليومية وتقليل الوفيات (غيتي)

إذا بدأنا جميعًا في المشي مدة 10 دقائق إضافية يوميًّا، يمكننا بشكل جماعي منع أكثر من 111 ألف حالة وفاة كل عام، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في دورية (جاما) لطب الباطنة وأبرزتها صحيفة (نيويورك تايمز).

واستخدمت الدراسة بيانات حول النشاط البدني ومعدلات الوفيات لآلاف من البالغين الأمريكيين، لتقدير عدد الوفيات التي يمكن تجنّبها كل عام إذا مارس الجميع المزيد من الرياضة.

وتشير النتائج إلى أنه حتى القليل من النشاط البدني الإضافي من قبل الجميع يمكن أن يمنع مئات الآلاف من الوفيات المبكرة خلال السنوات القادمة.

ووفقًا لنيويورك تايمز، فإن دراسات سابقة تناولت تأثير مقدار ما نمارسه من رياضة في المدة التي نعيشها، وفي دراسة تعود إلى عام 2019 نشرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، نُسبت أكثر من 8% من الوفيات في الولايات المتحدة إلى “مستويات غير كافية من النشاط”.

كما وجدت دراسة بريطانية عام 2015 أن الرجال والنساء الذين يمارسون الرياضة مدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع قللوا من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 25% على الأقل مقارنة بالأشخاص الذين يمارسون تمارين أقل.

وفي عام 2020 خلص فحص لأنماط الحياة ومخاطر الوفاة لحوالي 44 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة وأوربا إلى أن الرجال والنساء الأقل حركة الذين يجلسون طوال اليوم تقريبًا، كانوا أكثر تعرّضًا للوفاة قبل الأوان المعتاد بنسبة 260% مقارنة بالأشخاص الأكثر نشاطًا الذين يمارسون الرياضة مدة 30 دقيقة على الأقل في معظم الأيام.

رياضة المشي
رياضة المشي (الأوربية)

غير أن الكثير من الأبحاث السابقة اعتمد على ذكريات الأشخاص غير الموثّقة عن عاداتهم في ممارسة الرياضة والجلوس. كما أن العديد من الدراسات التي بحثت التأثيرات الأوسع على مستوى السكان للتمرين على طول العمر تميل إلى استخدام إرشادات رسمية.

وصاغ الباحثون نموذجًا لما يمكن أن يحدث إذا بدأ الجميع ممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة على الأقل في الأسبوع وهو هدف طموح وربما يكون غير قابل للتحقيق لدى العديد من الأشخاص.

أما في الدراسة الجديدة، فإن الباحثين في المعهد الوطني للسرطان ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) قرروا استكشاف ما قد يحدث لمعدلات الوفيات إذا بدأ الناس في التحرك أكثر، حتى لو لم يلتزموا بإرشادات التمرين الرسمية.

وقام الباحثون برصد معلومات عن 4840 مشاركًا تراوحت أعمارهم بين 40 و85 عامًا انضموا جميعًا إلى الاستطلاع بين عامي 2003 و2006 وارتدوا جهاز مراقبة النشاط مدة أسبوع.

وبناءً على هذه البيانات، صنف الباحثون الأشخاص وفقًا لعدد الدقائق التي ساروا فيها أو تحركوا فيها معظم الأيام، كما فحصوا أسماء الأشخاص في سجل الوفيات الوطني لتحديد مخاطر الوفيات لمستويات النشاط المختلفة.

وباستخدام هذه النتائج، أنشأ الباحثون سلسلة إحصاءات افتراضية حول ما إذا كان كل الأشخاص الذين شملهم البحث قادرين على ممارسة الرياضة بشكل معتدل -مثل المشي السريع مدة 10 دقائق إضافية في اليوم- ومقدار التدريب الذي يمارسونه حاليًّا أو القليل منه؟ وكم سيكون عدد الوفيات التي يمكن تجنبها؟

ومن خلال الحسابات والافتراضات الإحصائية وجد الباحثون أنه إذا سار كل شخص بالغ قادر على المشي بسرعة أو مارس التمارين مدة 10 دقائق إضافية يوميًّا، فقد يتم تجنب 11174 وفاة سنويًّا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أي حوالي 7% من جميع الوفيات في عام عادي.

المصدر : نيويورك تايمز