الضغط العصبي.. آثار غير متوقعة على الدماغ ومظاهر الشباب وأمراض الشيخوخة (فيديو)

أظهرت دراسات أن الأشخاص الذين يتعرضون للضغط العصبي والتوتر بشكل مستمر يفقدون مظاهر الشباب مبكرًا، ويصابون بأمراض الشيخوخة، ويمكن أن يزيد لديهم خطر الوفاة المبكرة بأكثر من 40%.

وقالت أستاذ مساعد علم النفس الإكلينيكي في جامعة عمّان الأهلية الدكتورة فداء أبو الخير لبرنامج (مع الحكيم) على الجزيرة مباشر “إن الزيادة في الوفيات ترجع إلى تأثير التوتر والضغط العصبي على الحمض النووي داخل خلايا الجسم وذلك ما أقرته أبحاث ودراسات حديثة”.

وأضافت “عندما فحص الباحثون جينات الأشخاص الأكثر قابلية للضغط العصبي المعرّضين للإجهاد، وجدوا أن هذه الجينات تتغير بشكل سلبي، وتقوم بإضعاف محتويات الخلايا التي تحدث فيها العمليات الكيميائية الخاصة بإنتاج الطاقة وصحة الجسم، الأمر الذي يجعل الخلايا تقضي على نفسها، كما يؤدي ذلك إلي خلل يعجل بظهور خلايا سرطانية”.

وذكرت فداء أبو الخير أن دراسات عدة أخرى حمّلت الضغط النفسي المسؤولية عن كثير من الأمراض النفسية والعضوية التي يتعرض لها الإنسان، ومن أهمها الآثار التي يخلفها التوتر والضغط العصبي على الدماغ.

دراسات عدة حمّلت الضغط النفسي المسؤولية عن كثير من الأمراض النفسية والعضوية (مواقع)

تأثير الإجهاد على الدماغ

وتوضح منشورات صحية من كلية الطب بجامعة هارفارد أنه عندما يتعرض شخص ما لحدث مرهق، فإن اللوزة الدماغية -وهي منطقة من الدماغ تسهم في المعالجة العاطفية- ترسل إشارة استغاثة إلى منطقة ما تحت المهاد.

وتعمل هذه المنطقة من الدماغ مركزًا للقيادة، وتتواصل مع بقية الجسم من خلال الجهاز العصبي لتنبيه الشخص وتجهيزه لاستراتيجية المواجهة أو الهروب.

وترتبط هذه الاستراتيجية بالضغط، وتظهر في زيادة معدل ضربات القلب وتنبيه الحواس وزيادة استنشاق الأكسجين بشكل أعمق واندفاع الأدرينالين.

وأخيرًا، يتم إطلاق هرمون الكورتيزول، مما يساعد على استعادة الطاقة المفقودة عند الاستجابة للضغط، وعندما ينتهي الحدث المجهد، تنخفض مستويات الكورتيزول ويعود الجسم إلى حالة الركود.

الإجهاد المزمن يُضعف وظائف المخ بطرق عدة (مواقع)

وأشارت ضيفة البرنامج إلى أنه في حين أن الإجهاد بحد ذاته ليس مشكلة، فإن تراكم الكورتيزول في الدماغ يمكن أن يكون له آثار طويلة المدى، وبالتالي يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى مشكلات صحية.

ووفقًا لمجلة (دارتموث) الجامعية للعلوم، تُعد وظائف الكورتيزول جزءًا من العملية الطبيعية للجسم، ففي الحالات العادية يعمل الهرمون على إعادة التوازن إلى الجسم بعد الإجهاد، كما يساعد الكورتيزول على تنظيم مستويات السكر بالدم في الخلايا، بجانب أهميته لمنطقة الحُصين حيث يتم تخزين الذكريات ومعالجتها.

ولكن عند التعرض للإجهاد المزمن فإن الجسم يفرز كميات هائلة من الكورتيزول، ويمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة منه إلى إضعاف قدرة الدماغ على العمل بشكل صحيح.

ووفقًا لدراسات عدة، فإن الإجهاد المزمن يُضعف وظائف المخ بطرق متعددة، منها فقدان التواصل الاجتماعي وتجنب التفاعلات مع الآخرين.

كما يمكن للإجهاد أن يقتل خلايا المخ ويقلل من حجمه، حيث يقلص الإجهاد المزمن قشرة الفص الجبهي، وهي منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم بجانب زيادة حجم اللوزة، مما يجعل الدماغ أكثر تقبلًا للتوتر.

المصدر : الجزيرة مباشر